للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وآلت معانينا إلى مسكِ ذكره ... فكانت لذكرِ الأكرمين ختاما

أخو العلم والتقى تقدَّم فيهما ... فكانَ امرأً للمتَّقين إماما

يقضون للملكِ النهار فإن دجى ... مسا الليل باتوا سجَّداً وقياما

وأضحى لسرِّ الملك صدراً قد انْتقى ... له مستقرًّا في الورَى ومقاما

سقى الغيث مثوى الصاحب الشرف الذي ... عهدنا به عهد النوال ركاما

وغرّ المعالي أخجلت كلّ سالفٍ ... من القومِ كانوا للأمور قواما

تنادِي نظام الملك أسلاكَ فضله ... إليكَ فما كلّ النظام نظاما

لنعم الفتى أبقى لروضِ نباته ... شميماً وأوهى الدَّهر منه شماما

ونعم سبيل المكرمات محمد ... إذا ما ذكرنا ناسلاً وإذا ما

بدا مثل ما يبدو الصباح فخاره ... فزيّل من ظلم الزمان ظلاما

وعالَ بإذن الله أبناء آدم ... وحام بآفاقِ الفخار وساما

بليغ الندَى والنطق تلقاه فيهما ... فريداً وتلقى المكرمات نواما

له قلمٌ إن ماسَ كانَ لمعتفٍ ... حياةً وإلا للعدوِّ حماما

يمجّ شهاداً تارةً لوليِّه ... ووقتاً لشانيه يمجّ سماما

قرين الفتاوى والفتوَّة لم يذق ... بليل مداد بين ذاكَ مناما

تسهَّد في حفظ المماليك جفنهُ ... وفي كلِّ جفنٍ قد أنام حساما

بكفّ كريم الرَّاحتين مؤمَّل ... فيا لك برقاً في الندَى وغماما

ويا لكَ في النطق البليغ قدامة ... وفي طيرانِ الذكرِ عنهُ قداما

شكوتُ لهُ ظلم الزمان وإنَّما ... إلى سيدٍّ برٍّ شكوتُ غلاما

فردَّ الزمان الجهمَ عنِّيَ خاضعاً ... فتى ليسَ غيم الظنّ فيهِ جهاما

وجدَّد من جدواه ما لا نسيتهُ ... ولم يبقَ من عند الزمان مراما

وألبسني بيضاء ردّ ضياؤها ... لدى حاسدٍ حتَّى اسْتحال ضراما

أمدُّ يدي في كلِّ يومٍ لذيلِها ... فآخذ من جورِ الشتاء ذماما

ومذ علقت منها بناني بعروةٍ ... شدَدت لطرفِ القول فيه حزاما

فلا زالَ ممدوحاً إذا ما وصفته ... زحمت المعاني المائلات زحاما

<<  <   >  >>