للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خذها نباتيَّة المدائح من ... جائد فكر القريض همامه

سابق مدَّاحكم وأجدرهم ... بأن تبدا إعدام إعدامه

لا زالَ مهدِي اليتيم من درر ال ... مدح يراكم ثمال أيتامه

سام وحام الثنا لكم صحفاً ... وجاءَ في سامه وفي حامه

وقال يعزي قاضي القضاة نجم الدين ببعض حرمه

البسيط

يفدي كرام الحمى منكم كرائمه ... ويعبق الروض إن ولَّت كمائمه

يا آل تغلب لا يغلب تصبّركم ... صرف الزمان ولا تذهب عظائمه

ليس النَّفائس ممَّا تأسفون بها ... ولا التثبّت منقوض عزائمه

ولا تلوم ولو فاضت جفونكم ... على المصاب الذي انْقضت حوائمه

فأكرم الدمع ما سحَّت بوادره ... من الوفاء وما انْهلَّت سواجمه

إنا إلى الله من رزء براحلةٍ ... بكى لها الحرم الأقصى وقادمُه

وبئر زمزم قد هاجت مدامعها ... وبيت وائل قد ماجت دعائمه

إن لم تزاحم بأولاها لها نسباً ... فقد غدت بمساعيها تزاحمه

قريبة كلّ عن أوصاف رتبتها ... سجع الفتى وهو منشي القول ناظمه

وأوحشت صدر محراب بفقد حلاً ... كأنها دمعة ممَّا تلازمه

ما خصَّ مأتم أهليها بل اتّفقت ... في كلِّ بابٍ من التقوى مآتمه

فلو بكت سور القرآن من أسفٍ ... لانْهلَّ جفن النسا ممَّا تكاتمه

ولو أطافت بنات النعش لابْتدرت ... تنافس النَّعش فيها أو تساهمه

ولو درى القبر من وافاه لاحْتفرت ... من السرور بلا كفّ معالمه

إن يغدُو روضاً فقد أرسى بجانبه ... غيث الدُّموع وقد جادت غمائمه

وهبَّ من طيِّ مثواه نسيم ثناً ... يودّ نشر الغوالي لو يُقاسمه

وزيد في الحورِ ذي حجبٍ ممنَّعة ... يمسي ورضوان في الجنَّات خادمه

مضى لأخصب من أوطانه وقضى ... فما على الدمع لو كفَّت سوائمه

هو الحمام الذي خفَّفْت قدرته ... فكيفَ تنكر أمراً أنت عالمه

لا يفتأ الليل أن ترمى كواكبه ... نبلاً ولا الصبح أن تنضى صوارمه

<<  <   >  >>