للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينا الفتى رافع الآمال خافضها ... إذ انْتحى من صروف الدهر حازمه

إن يمس ربعك قد راعت نواعيه ... فطالما صدحت أنساً حمائمه

وإن يكن بيت صبري قد ألمَّ به ... عديّ دهرٍ فقد سلاّه حاتمه

لا تجزعنَّ أبا العبَّاس من خطرٍ ... عداك فالوقت باكي الفكر باسمه

وذاهب بات طرف الخير ذا سهرٍ ... عليه وهو قرير الطرف نائمه

ما ضرَّه في مطاوي الأرض منزلةً ... وأنت دافنه والله راحمه

وقال يرثي

البسيط

بكى لك العاليان القدر والهمم ... والماضِيانِ سنانُ الرأي والقلم

والوقت أغيد في أعطافِه ميد ... والعز أصيد في عرنينه شمم

والعقل يثني عليه الركب وا أسفاً ... للعقل يثني عليه الأينق الرّسم

والفضل ما بين موروثٍ ومكتسب ... فحبذا هو نعتٌ لازم وسم

يا غائباً أظلمت دار لغيبته ... وهكذا البدر تدجو بعده الظلم

يا من يعزُّ علينا أن نفارقهم ... وجداننا كلُّ شيءٍ بعدكم عدم

رحلتَ عن عادميْ صبرٍ وما قدروا ... أن لا تفارقهم فالراحلون همُ

من للرئاسة فيها الجدّ أجمعه ... وللسياسة فيها الصفح والنّقم

من للوقارِ أمام الحجب يحجبه ... وللفخار أمام الشهب يبتسم

من للسطور على صحف معذرة ... تكاد بالقلبِ قبل الثغر تلتثم

من للحمى كفّ سارٍ كف قاصده ... سرًّا وجهراً فلا عُرب ولا عجم

مضى وغير عجيبٍ أن يقال مضى ... فإنما هو عضبُ الملَّة الخذِم

نحْ يا حمام مع الباكي على غصنٍ ... رطبٍ وقف بحمىً لم يعفه القِدم

أذكرتنا فقد يحيى يا محمده ... وللجراح على آثارها ألم

ماذا تركت لأرض الشام من أسفٍ ... إذا تذكّرت الأنسابُ والشيم

ماذا تركت بمصر من حقيقِ جوىً ... يا ذا الشبيبة حتَّى آذها الهرم

لهفي على واجدٍ في العزمِ منفرد ... كانت تقرّ لمسعى سعده الأمم

لهفي على قلم يهتزّ ثابته ... في مهرق خافق الأعلام قد علموا

<<  <   >  >>