عطَّلتَ هذا وهذا إذ رحلت وقد ... خاب الرجاء فلا بانٌ ولا علم
لهفي على أسطرٍ سار البريد بها ... تحت الظلام وفيها الكلم والكلم
والخيل والليل والبيداء شاهدة ... والضرب والطعن والقرطاس والقلم
لهفي على بيت فضلٍ كانَ من زنة ... في الشملِ وهو كبيت الشعر منتظم
رماه بالنقص والأحزان حرف ردى ... مغير فهو منقوص ومنثلم
لهفي على البدرِ منكم يا بني عمر ... لا تستطيع نداه الأنجمُ الخدم
هوت معاليه حيث العمر مقتبلٌ ... والسعد جار وأكناف العلى حرم
والوجه ريَّان من ماءيْ حياً وضياً ... حتَّى يكاد على الأعطاف ينسجم
ما زال للسرِّ قبر في جوانحه ... حتَّى أتى القبر والأسرار تزدحم
بمثله يفخر الملك العقيم على ... ماضٍ وأن النسا عن مثله عقم
عمري لقد صرخ الناعون في رجبٍ ... فأسمعَ النوح شجواً من به صمم
وبالغ الحزن فينا ثمَّ صبرنا ... أن الطريق إلى أحبابنا أمم
مضى الأنام على هذا وساق بهم ... حادِي الردى وسنمضي نحن إثرهم
والمرء في الأصل فخار ولا عجب ... إن راحَ وهو بكفِّ الدهر منحطم
وللمنيَّة فخّ من هلال دجى ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
قل للذي هزمت شحاً كتائبه ... هل فاته من جيوش الموت منهزم
سقا ضريحك رضوانٌ ولا برحت ... تنهلُّ نافعة في تربكَ الدّيم
حتَّى تنوّر أرض أنت ساكنها ... نوراً ونوراً ويزهى القاع والأكم
ودامَ للناسِ باقي البيت ينشده ... إذا سلمتَ فكل الناس قد سلموا
وقال في السبعة السيارة
البسيط
سقا زمان الصبا يا منزل الهرم ... دمٌ من الدمع أو دمعٌ من الدِّيم
يا نيل مصر ودمعي لا يحلّ بكما ... عهد الوفاءَين من جارٍ ومنسجم
كراحتيْ علم الدين الأمير إذا ... لاقى الرَّجا بمضيّ البشر مبتسم
ذو الرأي والعزم والهيجاء مسبعة ... والعلم والحلم والمعروف والكرم
وفارس الجيش كالعنوان تقدمه ... والصَّف كالسطر والخطيّ كالعلم