للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره فيه فمتى يعمل؟

وقال إبراهيم بن بَشار الصُّوفي: قال داود لسفيان: إذا كنت تشرب

الماء المبرد، وتأكل اللذيذ الطيب، وتمشي في الظل الظليل، فمتى تحب

الموت والقدوم على الله؟ ! فبكى سفيان.

وقال أحمد بن أبي الحواري، عن أبي سليمان الداراني: ورث داود

الطائي من أمه دارًا، فكان ينتقل في بيوت الدَّار، كلما يَخْرِب بيت من

الدار انتقل منه إلى آخر، ولم يُعَمره حتى أتى على عامة بيوت الدار.

قال: وورث من أمه دنانير، فكان يتقوتها حتى كفن باخرها.

قال عطاء بن مسلم الخَفاف: عاش داود الطائي عشرين سنة،

بثلاثمائة درهم، فأتاه ابن أخيه فقال: يا عم، تكره التجارة؟ قال:

لا. قال: أعطنى شيئًا أتَجَر (لك) (١) به. فأعطاه ستين درهمًا،

فمكث شهرًا، ثم جاءه بعشرين ومائة، فقال: هذه ربحها. فقال:

أنت كل شهر تربح الدرهم درهمًا، فينبغي أن يكون عندكْ بيت مال،

أردت أن تخدعني! فرمى بها، وأخذ رأس ماله.

قال ابن المبارك: هل الأمر إلا ما كان عليه داود الطائي.

وقال عبيد الله العَيْشي، عن سلمة بن سعيد قال: لقي

داود الطائي رجل فسأله عن حديث، فقال: دعني، فإنى أبادر خروج

نفسي. فكان الثوري إذا ذكر داود قال: أبصر الطائي أمره.

وقال عطاء بن مسلم: كنا ندخل على داود الطائي فلم يكن في بيته

إلا بارية، ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة (يضع) (١) فيها خبز،

ومطهرة يتوضأ منها ويشرب.


(١) من "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>