للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يخوضون. فقال الناس جميعًا: صدقت. حتى عدد فضائله كلها، فلما

فرغ قام أبو بكر النهشلي. فقال: يا رب إن الناس قد قالوا: ما عندهم

، اللهم فأغفر له برحمتك، ولا تكله إلى عمله.

وقال أبو حاتم: عن محمد بن يحيى بن عمر الواسطي، عن

محمد بن بشير قال: اشتكى داود الطائي أيامًا، وكان سبب علته أنه مر

بآية فيها ذكر النار، فكررها مرارًا في ليلته فأصبح مريضًا، فوجدوه قد

مات ورأسه على لبنة، فدخل جماعة ومعهم ابن السَّمَاك، فلما نظر إلى

رأسه قال: يا داود فضحت القراء! فلما حملوه إلى قبره خرج في

جنازته خلق كثير، حتى خرج ذوات الخدور، فقال ابن السماك: يا

داود، سجنت نفسك قبل أن تسجن، وحاسبت نفسك قبل أن تحاسب،

فاليوم ترى ثواب ما كنت ترجو. فقال أبو بكر بن عياش: اللهم لا

تكل داود إلى عمله. فأعجب الناس ما قال أبو بكر.

قلت: قال أبو نعيم: كنت إذا رأيت داود الطائي لا يشبه القراء،

عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار، حضرت جنازته فما رأيتها

من كثرة الخلق.

وعن داود (١) - وقيل له: أرأيت من يدخل على (هؤلاء) (٢)

فيأمرهم وينهاهم- قال: أخاف عليه السوط. قيل: إنه يقوى. قال:

أخاف عليه السيف. قيل: إنه يقوى، قال: أخاف عليه الداء الدفين:

العجب.

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي (٣): حدثني محمد بن عيسى قال:

رأيت الناس ها هنا يأتوا ثلاث ليال مخافة أن تفوتهم جنازة داود، رأيت


(١) الحلية (٧/ ٣٥٨).
(٢) في "هـ": الأمراء.
(٣) الحلية (٧/ ٣٤٠ - ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>