للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَكَفِّيًا (١)، كأنما ينحطُّ من صَبَبٍ (٢)، لم أر قبله ولا بعده مثله".

وروى عن المسعودي، عن عثمان بن مسلم بن هرمز ... ثم ساق

حديث جميع بن عمير بإسناده عن هند بن أبي هالة حديث الصفة

بطوله، ثم حديث الصفة من طريق موسى بن جعفر بن محمد، عن

آبائه، عن أبي هالة، ثم قصة أم معبد من الغيلانيات.

ثم قال: فصل: كان - صلى الله عليه وسلم - أشجع الناس.

قال علي: "كنا إذا احمرَّ البأس ولقي القوم القوم اتَّقينا برسول الله

- صلى الله عليه وسلم - فلم يكن أحد أقرب إلى القوم منه" (٣).

وكان أسخى الناس قال أنس: "ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال:

لا" (٣) وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها، لا يثبت بصره في وجه

أحد، وما عاب طعامًا قط، وكان لا يأكل متكئًا ولا على خوان، وكان

يأكل البطيخ بالرطب، والقثاء بالرطب، ويحب الحلواء والعسل.

وقال أبو هريرة: "خرج عليه السلام من الدنيا وما شَبع من

خبز الشعير" (٤) وفي حديث عائشة: "كان يأتي على آل محمد الشهر

والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار؛ كان قوتهم الماء والتمر" (٥).

وكان يقبل الهدية ويكافى عليها، وكان لا يتانق في مأكل ولا ملبس،

ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويكون في مهنة أهله، ويجيب دعوة

الغني والفقير، ويركب الفرس والبعير والبغلة والحمار، ويُردف خلفه

عبده أو غيره، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه، ويلبس الصوف، وينتعل


(١) قال: يريد أنه يميد في مشيته، ويمشي في رفق غير مختال. المصدر السابق.
(٢) الصبب: الانحدار، والصبوب مثله.
(٣) أخرجه مسلم (٤/ ١٨٠٦ رقم ٢٣١٢).
(٤) أخرجه البخاري (٩/ ٤٦٠ رقم ٥٤١٤).
(٥) أخرجه البخاري (١١/ ٢٨٧ رقم ٦٤٥٩)، ومسلم (٤/ ٢٢٨٣ رقم ٢٩٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>