الفرائض.
قال أحمد بن حنبل: أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الكوفة.
وقال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش. قيل:
عند شعبة عن الأعمش نحو خمسمائة حديث.
وقال أبو داود: كان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة حديث.
وقال الفلاس وغيره: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.
وقال أحمد العجلي: كان الأعمش: ثقة ثبتًا، كان محدث أهل
الكوفة في زمانه، يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له
كتاب، وكان يقرئ القرآن، رأس فيه، قرأ على يحيى بن وثاب،
وكان فصيحًا، وكان أبوه من سبي الديلم، وكان عسرًا، سيئ الخلق،
وكان لا يلحن حرفًا، وكان عالمًا بالفرائض، ولم يكن في زمانه من
طبقته أكثر حديثًا منه، وكان فيه تشيع، ولم يختم عليه إلَّا ثلاثة نفر:
طلحة بن مصرف - وكان أفضل من الأعمش وأسن - وأبان بن
تغلب، وأبو عبيدة بن معن.
ويقال: إنه ولد يوم قتل الحسين راح الأعمش إلى الجمعة وعليه فروة
قد قلب جلدها على جلده، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
وقال محمد بن داود (الحُدَّاني) (١) عن عيسى بن يونس قال: لَمْ
نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء
والسلاطين عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
وقال يحيى القطان: كان من النساك، وكان علامة الإسلام.
وقال وكيع: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لَمْ يفته التكبيرة
(١) في "د": الحراني، وهو تصحيف.