الأولي، اختلفت إليه قريبًا من ستتين ما رأيته يقضي ركعة.
وقال الخريبي: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدًا أعبد منه،
وكان صاحب سنة. وقال محمد بن خلف التيمي، عن أبي بكر بن عياش
قال: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من
الدوران فيقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان. فيقول: طبل مُخَرَّق.
ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان. فيقول: طير طيار. ويقول:
عند من؟ فنقول: عند فلان فيقول: دُفٌّ. وكان يخرج إلينا شيئًا فنأكله،
فقلنا يومًا: لا يخرج إليكم الأعمش شيئًا إلَّا أكلتموه. فأخرج شيئًا.
فأكلناه، وأخرج فأكلنا، فدخل فأخرج فتيتًا فشربناه، فدخل فأخرج
إجانة صغيرة وقثاء فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت
امرأتي وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة. فمكثنا ثلاثين يومًا لا
نكتب فزعًا منه حتى كلمنا إنسانًا عطارًا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.
وقال أبو خالد الأحمر: سئل الاعمش عن حديث فقال لابن المختار:
ترى أحدًا من أصحاب الحديث؟ فغمض عينينه وقال: لا أرى أحدًا يا
أبا محمد، فحدث به.
وقال أبو حاتم: لَمْ يسمع من ابن أبي أوفي، ولا من عكرمة.
وقال النسائي وغيره: ثقة ثبت.
قال أبو نعيم وغيره: مات في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة،
وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
قلت: وممن قرأ (على) (١) الأعمش: حمزة الزيات، وللأعمش
قراءة غريبة في الكامل للهذلي، والمبهج لسبط الخياط من طريق أحمد
ابن جبير الأنطاكي، عن رجالة، عن الأعمش.
(١) في "ق": عليه، وهو خطأ.