للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة.

وقال يعقوب بن محمد، عن عبد العزيز بن أبي حازم قال [عادلني] (١)

صفوان [بن سليم] (٢) إلى مكلة [٢/ ق ٨٩ - ١] فما وضع جنبه في المحمل حتى

رجع.

وقاله ابن عيينة: حج صفوان فذهبت بمنى فسألت عنه، فقيل لي: ائت منارة

مسجد الخيف فانظر شيخًا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله فهو صفوان بن سليم.

قال: وحج وما معه إلا سبعة دنانير، فاشترى بها بدنة، فقيل له في ذلك قال:

إني سمعت الله يقود: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} (٣).

وعن صفوان قال: في الموت راحة من شدائد الدنيا، وإن كان ذا غصص

وكرب، ثم ذرفت عيناه. وكان يخرج إلى المقابر فيبكلي ويحرك قببه بذكر الموت.

وقال أحمد بن يحيي الصوفي، عن أبي غسان النهدي: سمعت سفيان بن

عيينة وأعانه على الحديث أخوه قال: حلف صفوان بن سليم ألا يضع جنبه

بالأرض حتى يلقى الله، فمكث على ذلك كثر من ثلانين عامًا، فلما حضرته

الوفاة واشتد به النزع والعَلَز وهو جالس، قالت ابنته: يا أبت لو وضعت

جنبك. فقال: إذًا ما وفيت لله بالنذر والحلف. فمات وإنه لجالس، فأخبرني

الحفار قال: حفرت قبر رجل فإذا (أنا) (٤) قد وقعت على قبر فوافيت جمجمة،

فإذا السجود قد أثر في العظم، فقلت لإنسان: قبر من هذا؟ قال: أو ما

تدري؟ هذا قبر صفوان بن سليم. وعن محمد بن منصور قال: بلغني أن

صفوان بن سليم لم يضع جنبه بالأرض أربعين سنة. قال: ويقول أهل المدينة:

نُقِبت جبهته من كثرة السجود.

قال أبو عبيد وجماعة: مات سنة اشنين وثلاثين ومائة، زاد بعضهم: وهو


(١) في " الأصل ": عاداني. سبق قلم من الناسخ، والمثبت فن " د، ق، هـ "
والتهذيب.
(٢) من " د، ق ".
(٣) سورة الحج: ٣٦.
(٤) سقطت من " ق".

<<  <  ج: ص:  >  >>