للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

زمانه. وقال عبد الصمد مروديه قال لي ابن المبارك: إن الفضيل بن عياض

صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فهو ممن نفعه علمه. وقال عبد الرحمن بن

عفان الصوفي: سمعت ابن المبارك يقول لأبي مريم القاضي: ما بقي في الحجاز

أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض وعليّ ابنه. وقال إبراهيم بن الأشعث: ما

رأيت أحدًا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده

أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وبكى حتى يرحمه من بحضرته، وكان

دائم الحزن شديد الفكرة، وكنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ (١) ويذكر

ويبكي كأنه مودع أصحابه ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس، فكأنه بين

الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم، وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها.

وقال سري بن المغلس السقطي: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله

لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد، وقال إبراهيم بن الأشعث:

سمعت فضيلا يقول: من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم

وفقه الله لما لا يعلم. وسمعته يقول: من ساء خُلُقه شَانَ دينه وحسبه ومرؤته

. وقال [محمد بن عَبْدويه] (٢): سمعت الفضيل بن عياض يقول:

ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن

يعافيك الله عنهما. وقال [سلم] (٣) بن عبد الله الخراساني: سمعت الفضيل

يقول: أمس مَثَلٌ واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمل. وعن الفضيل قال: بقدر ما يصغر

الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم (الذنب) (٤) عندك [كذلك] (٥)

يصغر عند الله تعالى. وقال محرز بن عون: أتيت فضيل بن عياض بمكة فسلمت

عليه فقال لي: يا محرز وأنت أيضًا مع أصحاب الحديث، (ما) (٦) فعل

القرآن؟


(١) زاد في "هـ": الناس.
(٢) طمس بالأصل. والمثبت من "خ، ع، هـ" والتهذيب.
(٣) في "الأصل": سلمة. والمثبت من "خ، ع، هـ" والتهذيب.
(٤) سقطت من "خ، ع، هـ" والمثبت من "الأصل" والتهذيب.
(٥) سقطت من "الأصل" والمثبت من "خ، ع، هـ" والتهذيب.
(٦) سقطت من "خ".

<<  <  ج: ص:  >  >>