للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والله لو نزل حرف باليمن لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمع كلام ربنا، والله

لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله خير لك من أن تطوف بالبيت

وأنت مقيم على ما يكره الله. وقال المفضل الجندي: ثنا إسحاق بن إبراهيم

الطبري: ما رأيت أحدًا كان أخوف على نفسه ولا أرجى [للناس] (١) من

الفضيل [بن عياض] (٢) كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة، كأنه يخاطب

إنسانًا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل، وكانت صلاته بالليل

أكثر ذلك قاعدًا يُلْقى له حصير في [مسجده] (٣) فيصلي من أول الليل ساعة،

ثم تغلبه عينه فَيُلقي نفسه فينام قليلا، ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم

هكذا حتى يصبح، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدث، وكان يثقل عليه

الحديث جدًا ربما قال (لي) (٤): لو أنك طلبت مني الدراهم كان أحب إليّ من

أن تطلب مني الأحاديث، أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك شغل

عما لم تسمع. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن (٥) اللبان أنا أبو علي، أنا أبو نعيم،

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا أبو عمر الجرمي النحوي،

ثنا الفضل ابن الربيع قال: حج الرشيد. فقال لي: انظر لي رجلًا اسأله.

فقلت: ها هنا سفيان بن عيينة قال: امض بنا إليه. فأتيناه، فقرعت الباب،

فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين. فخرج مسرعًا، فقال: يا أمير

المؤمنين لو أرسلت إليّ لأتيتك فحدثه ساعة ثم قال له: عليك دين؟ فقال:

نعم. قال: أبا عباس اقض دينه. فلما خرجنا، قال: ما أغنى عني صاحبك

شيئًا. انظر لي رجلًا أسأله. قلت: ها هنا عبد الرزاق. قال:

امض بنا إليه، فأتيناه. فحكى نحو ما جرى مع ابن عيينة، فقال: ما أغنى عني


(١) سقطت من "الأصل" والمثبت من "خ، ع، هـ" والتهذيب.
(٢) من "ع".
(٣) في "الأصل": المسجد. والمثبت من "خ، ع، هـ" والتهذيب.
(٤) سقطت من "ع".
(٥) زاد في "الأصل": ابن. وهو: القاضي أحمد بن محمد بن محمد، أبو المكارم
اللبان، مسند أصبهان. ترجمته في سير أعلام النبلاء (٢١/ ٣٦٢ - ٣٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>