للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إن أبي باع منزله و [بعث] (١) بي أتشرف بك وبالسماع منك فضربتني!

قال: اكتب. فحدثني سبعة عشر حديثًا، وسألته عما كان معي من

المسائل فأجابني. وقال صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشامًا:

يقول: دخلت على مالك فقلت: حدثني، صتال: اقرأ، قلت: لا؛

بل حدثني، فقال: اقرأ، فلما أكثرت عليه قال: يا غلام، تعال اذهب

بهذا فاضربه خمسة عشر درة! ففعل ثم جاء بي إليه فقال: قد ضربته.

فقلت: لقد ظلمتني بلا جرم لا أجعلك في حل قال: فما كفارته؟

قلت: أن تحدثني خمسة عشر حديثًا، فحدثني بخمسة عشر حديثًا. فقلت

له: زد من الضرب وزد في الحديث! فضحك مالك وقال: اذهب.

قالَ: محمد بن [خريم] (٢): سمعت هشامًا يقول في خطبته: قولوا

الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلَّا بالحق. وعن معاوية

ابن أوس السكسكي قال: رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق لا يرفع

رأسه إلى السماء حياء من الله. وقال أبو علي أحمد بن محمد

الأصبهاني المقرئ: لما مات أيوب بن تميم في سنة بضع و (تسعين) (٣)

ومائة رجعت الإمامة - يعني: في القراءة بدمشق - إلى رجلين أحدهما

مشتهر (بالقراءة والضبط تلاوة ورواية - وهو ابن ذكوان - فأتم الناس به

بعد أيوب، والآخر مشتهر) (٤) بالنقل والفصاحة والرواية والعلم

والدراية - وهو هشام بن عمار - ارتحل الناس إليه في نقل القراءة وأخبار

الرسول عليه السلام، وكان ابن ذكوان يفضله ويرى مكانه

لكبر سنه؛ لأنه ولد قبله بعشرين سنة في سنة ثلاث وخمسين ومائة،

فأخذ القراءة تلاوة عن أيوب بن تميم كما أخذها ابن ذكوان، وزاد عليه


(١) في "خ، هـ" والتهذيب: وجه.
(٢) في "الأصل": جرير. والمثبت من "خ، هـ" والتهذيب.
(٣) في "خ": سبعين.
(٤) سقط من "خ".

<<  <  ج: ص:  >  >>