للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأبواب، وإذا الرجل حافظ متقن. قال: وكان نعيم بن حماد أنكر

الرأي وتركهم للإسناد والأحاديث العالية. قال: فجعل أصحاب الحديث

يسألونه عن الأحاديث فقال: ما أعجب أمركم، كلما سألتمونا عن نوع

من العلم فنظرنا فيه نقلتمونا إلى غيره، إن بقينا وحججنا آتيناكم من هذا

ما يكون مثل هذا ونحوه. قال: فصدرنا ومات -رحمه الله- قبل أن

يصل دمشق. وقال المروذي عن أحمد بن حنبل: هو كثير الخطأ. وقال

أبو مشهر: كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين

ثم يدلسها عنهم. وقال الهيثم بن خارجة: قلت للوليد بن مسلم: قد

أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي

عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى ابن

سعيد، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر

الأسلمي، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة، فما يحملك على

هذا؟ قال؟ أنبل الأوزاعي عن أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا

روى عن هؤلاء -وهم ضعفاء- أحاديث مناكير أسقطتهم أنت، وصيرتها

من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي، فلم يلتفت إلى قولي.

قيل: ولد سنة تسع عشرة ومائة. وقال ابن سعد وغيره: حج سنة

أربع وتسعين ومائة، ومات بعد الحج قبل أن يصل إلى دمشق. قال

دحيم وجماعة: مات في الحرم سنة خمس.

قلت: كان الوليد واسع العلم ثقة لكنه يدلس، وكان إمامًا في

المغازي، وقد قرأ القرآن على يحيى (الذماري) (١) وقرأ عليه الربيع بن

ثعلب، وهشام بن عمار، وحدث عنه في شيوخه الليث بن سعد

وغيره. وقال الفسوي (٢): سألت هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم


(١) في "خ": الدوري.
(٢) سير أعلام النبلاء (٩/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>