للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخولاني قام إلى معاوية وهو على المنبر فقال: إنما أنت قتر يا معاوية لا

تحسب أن الخلافة جمع المال وتفرقته، إنما الخلافة القول بالحق، والعمل

بالمعدلة، ؤأخذ الناس في ذات الله، يا معاوية، إنا لا نبالي بكدر

الأنهار إذا صفا لنا رأس عيننا، يا معاوية إياك أن تميل على قبيلة من

العرب فيذهب حيفك بعدلك. فقال له معاوية: يرحمك الله يا أبا مسلم

رواها إسماعيل بن عياش عنه.

وقال أبو اليمان (١): ثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس

قال: دخل أبو مسلم على معاوية فقام بين السماطين فقال: السلام

عليك أيها الأخير. فقيل له: مه. فقال [معاوية] (٢): دعوه، وعليك

السلام يا أبا مسلم. فقال: اعلم أنه ليس من راع استرعي رعية إلا ورب

أجره يسأله عنها، فإن كان داوى مرضاها، وهنأ جرباها، وجبر

كسراها، ورد أولاها على أخراها، وفاه الله أجره، وإن كان لم يفعل

حرمه، فانظر يا معاوية أين أنت. فقال: يرحمك الله يا أبا مسلم،

الأمر على ذلك.

وقال أبو قلابة: قال أبو مسلم الخولاني: العلماء ثلاثة: رجل

عاش في علمه وعاش الناس فيه، ورجل عاش في علمه ولم يعش معه

أحد فيه، ورجل عاش الناس في علمه وكان علمه وبالا

عليه.

وقال إسماعيل بن عياش: ثنا شرحبيل، عن أبي مسلم الخولاني:

أنه كان إذا دخل أرض الروم لا يزال في المقدمة حتى يؤذن الناس، فإذا

أذن لهم كان في الساقة، وكانت الولاة يتيمنون به فيؤمرونه على المقدمات


(١) سير أعلام النبلاء (٤/ ١٠).
(٢) من "خ، هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>