الدرداء يومًا: الحقي بصفوف النساء.
وقال أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أُم الدرداء: أنها قالت
لأبي الدرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبويَ في الدنيا فأنكحوك،
وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة. قال: فلا تنكحي بعدي. فخطبها
معاوية بن أبي سفيان، فأخبرته بالذي كان فقال: عليك بالصيام.
وروى فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أُم الدرداء أنها
قالت: اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا وأنا أخطبه إليك
فتزوجنيه في الجنة. فقال لها أبو الدرداء: إن أردت ذلك وكنت أنا
الأول فلا تتزوجي بعدىِ. قال: فمات أبو الدرداء وكان لها حسن
وجمال فخطبها معاوية فأبت.
وقال مكحول: كانت أُم الدرداء تجلس في الصلاة جلسة الرجل
وكانت فقيهة.
روى الأوزاعي، عن جسر بن الحسن، عن عون بن عبد الله بن
عتبة قال: جلسنا إلى أُم الدرداء فقلنا لها: أمللناك. فقالت: لقد
طلبت العبادة في كل شيء فما أصبت لنفسي شيئا أشفى من مجالسة
العلماء ومذاكرتهم.
وعن أبي مرحوم قالْ: سمعت أم الدرداء تقول: أفضل العلم
العرفة.
وقال عبد ربه بن سليمان: كانت أُم الدرداء تكتب لي في لوحي
فيما تعلمني: تعلَّموا الحكمة صغارًا تعملوا بها كبارًا، وإن كل زارع
حاصد مما زرع من خير أو شر.
وقال ميمون بن مهران: مما دخلت على أُم الدرداء في ساعة صلاة
إلا وجدتها مصلية.