والمقرئ، وإدريس بن يحيى الخولاني، وهانئ بن المتوكل الإسكندراني،
وهو آخر من حدث عنه.
وثقه أحمد وابن معين.
قال ابن وهب: ما رأيت أحدًا أشد استخفاء بعمله منه، وكان
يعرف بالإجابة، وكنا نجلس إليه للفقه، فكان كثيرًا ما يقول: أبدلني
الله بكم عمودًا أقوم إليه، أتلو كلام ربي. ثمَّ فعل (ما قال، ثمَّ تألَّى
أن لا يجلس إلينا أبدًا. وقال ابن المبارك: ما وصف لي أحد ورأيته إلا
كانت رؤيته دون صفته إلا حيوة كانت رؤيته أكبر من صفته. وقال أحمد
ابن سهل الأزدي، عن خالد بن الفزْر قال: كان حيوة من البكائيين،
وكان دَعَّاءً، وكان ضيق الحال جدًّا، جلست إليه وهو يدعو فقلت: لو
دعت الله أن يوسع عليك فالتفت يمينًا وشمالًا فلم ير أحدًا، فأخذ حصاة
فقال اللهم اجعلها ذهبًا فإذا هي والله تبرة في كفه، فرمى بها إليَّ وقال:
ما خير في الدنيا إلا للآخرة، ثمَّ قال: هو أعلم بما يصلح عباده،
فقلت: ما أصنع بهذه؟ فقال: استنفقها، فهبته والله أن أُرادّه.
قال الفسوي: ثنا المقرئ، ثنا حيوة بن شريح وهو كندي شريف،
عدل ثقة، رضي، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة.
قلت: قال ابن وهب: كان حيوة من خير أهل زمانه. وقال: أبو
زرارة القتباني، سمعت حيوة بن شريح يقول: كل حزن يبلى إلا حزن
التائب؛ فإنَّه كلما ذكر ذنوبه تجدد حزنه.
وقال إدريس بن يحيى: قيل لحيوة: إنك شيخ وأنت تنتقل من
موضع إلى موضع وليس نرى في وجهك أثر السجود، ونرى عليك
ثيابًا نظيفة! فالتفت يمينًا وشمالًا فقال ما كان أغناني أن تسألوني عن مثل
هذا، أوحى الله إلى داود ما هذا الإلحاح قال: إلهي لست آمن من