قال: وقد أخبر المصطفى ﷺ أن العلم ينقص في آخر الزمان، وأرى العلوم كلها تزداد إِلَّا هذه الصناعة الواحدة، فإنها كل يوم في النقص، فكأنَّ العلم الذي خاطب النبي ﷺ أمته بنقصه في آخر الزمان هو معرفة السنن، ولا سبيل إلى معرفتها إِلَّا بمعرفة الضعفاء والمتروكين.
وفي قوله ﷺ:"فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا فعليكم بسنتي".
رأي ابن حِبَّان دليلًا صحيحًا على أنه ﷺ أمر أمته بمعرفة الضعفاء منهم من الثقات، لأنه كما قال:"لا يتهيأ لزوم السنة مع ما خالطها من الكذب والأباطيل إِلَّا بمعرفة الضعفاء من الثقات"، وانظر "المجروحين" له (١/ ١٠، ١١).
على أنه كان يُغرب أحيانًا فيما يستنبطه ويراه، فيلحظ في النص ما لا يخطر على قلب أحد، وقد يدفعه ما ارتآهُ إلى إنكار معنى صحيح ثابت، ودفع ما لا قِبَل له بدفعه، كقوله في حديث أنس في الوصال: فيه دليلٌ على أنَّ الأخبار التي فيها وضع الحجَر على بطنه من الجوع كلها بواطيل، وإنما معناها الحجز، وهو طرف الرداء، إذ الله يطعم رسوله، وما يغني الحجر من الجوع؟.
ويرد عليه الذَّهَبيُّ بما أخرجه هو نفسه، فيقول: قد ساق في كتابه