ونلاحظ أن هذه العبارات كان أكثر ذكرها في التابعين، وكلما نزلت الطبقة قلَّ ذكر هذه العبارات.
فإذا كان ابن حبان يذكر الراوي في "الثقات"، وهو لا يعرفه، فكيف يوثقه؟
فإن قيل: ينظر في حديثه ويقارنه بحديث الثقات، ويحكم عليه بالتعديل، إذا وجده يكثر من موافقة الثقات.
فالجواب: أن هذا الأمر لم يلتزم به ابن حبان في كل من أدخله في كتابه، ومما يدل على ذلك أنه ذكر ترجمة سيف أبي محمد - شيخ يروي عن منصور - قال: روى عنه عمر بن محمد العنقزي، لست أعرف أباه، فإن كان سيف بن محمد؛ فهو واه، وإن كان غيره؛ فهو مقبول الرواية حتى تصح خالفته الأثبات في الروايات، أو يسلك غير مسلك العدول في الأخبار، فحينئذ يلزق به الوهن. اهـ (٨/ ٢٩٩)، فهذا يدل على أن ابن حبان إذا وقف - ولو على رواية واحدةً - ولم ير فيها منكرًا؛ فإنه يوثق الراوي، وقد سبق أن هذا مذهب من هو واسع الخطو في التوثيق، فين هذا وغيره دخل التساهل على ابن