قلت: المُحَمَّدُون الأربعة: محمد بن نصر، ومحمد بن جرير، وابن خزيمة، وابن المنذر، من أصحابنا وقد بلغوا درجة الاجتهاد المطلق ولم يخرجهم ذلك عن كونهم من أصحاب الشَّافِعِيِّ المخرجين على أصوله المتمذهبين بمذهبه لوفاق اجتهادهم اجتهاده بل قد ادعى من هو يُعدُّ من أصحابنا الخلَّص كالشيخ أبي علي وغيره، أنهم وافق رأيهم رأي الإمام الأعظم فتبعوه ونسبوا إليه لا أنهم مقلِّدون فما ظنك بهؤلاء الأربعة فإنهم وإن خرجوا عن رأي الإمام الأعظم في كثير من المسائل فلم يخرجوا في الأغلب.
فاعرف ذلك واعلم أنهم في أحزاب الشّافعية معدودون، وعلى أصوله في الأغلب مخرِّجُون، وبطريقه متهذبون، وبمذهبه متمذهبون".
وقال الشِّيْرَازِيُّ في طبقات الفقهاء" (١/ ١٠٨): "صنَّف في اختلاف العلماء كتبًا لم يصنِّف أحد مثلها، واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف ولا أعلم عن من أخذ الفقه، مات بمكة سنة تسع أو عشر وثلاث مائة".
قال الذَّهبِيُّ في "تذكرة الحفاظ"(٣/ ٧٨٢) - معلِّقًا - على تأريخ الوفاة: "ما ذكره أبو إسحاق من وفاته لم يصح فإنَّ ابن عمَّار لقيه وسمع منه في سنة ست عشرة وثلاث مائة.
وأرَّخ ابن القطّان الفاسِي وفاته سنة ثمان عشرة، والأول ليس