للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عَلَى المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".

وإنما ثقلت هاتان الصلاتان عَلَى المنافقين لأنّ المنافق لا ينشط للصلاة إلا إذا رآه الناس كما قال تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢].

وصلاة العشاء والصبح يقعان في ظلمة، فلا ينشط للمشي إليهما إلا كل مخلصٍ يكتفي برؤية الله عز وجل وحده لعلمه به.

وثواب المشي إِلَى المساجد في الظلم: النور التام في ظلم القيامة كما في سنن أبي داود (١) والترمذي (٢) عن بريدة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "بشر المشائين في الظلم إِلَى المساجد بالنور التام يوم القيامة" وخرّجه ابن ماجه (٣) من حديث سهل بن سعد، وقد رُوي من وجوه كثيرة (٤).


(١) برقم (٥٦١).
(٢) برقم (٢٢٣) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
(٣) برقم (٧٨٠).
(٤) من حديث:
١ - أنس: أخرجه ابن ماجه (٤٢٢) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٠٦): فيه مجاهيل وقال البوصيري في الزوائد (١/ ١٠٠) حديث ضعيف.
٢ - أبي الدرداء: عند ابن حبان (٤٢٢ - موارد). وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٣٠) فيه جناد بن أبي خالد ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات.
٣ - أبي سعيد الخدري: أخرجه الطيالسي (٢٢١٢)، والعقيلي (٣/ ١٠٥)، وابن عدي (٥/ ٣٣٤). وقال العقيلي عن هذه الرواية: فيها لين. وقال ابن عدي: ولعبد الحكم غير ما ذكرت من الأحاديث وعامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وبعض متون ما يرويه مشاهير إلا أنَّه بالإسناد الَّذِي يذكره عبد الحكم لعله لا يروي ذاك.
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٠٨): هذا لا يصح، وقال ابن حبان: لا يحل كتابة حديث عبد الحكم إلا عَلَى سبيل التعجب.
٤ - أبي هريرة: أخرجه ابن ماجه (٧٧٩) وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو رافع أجمعوا عَلَى ضعفه، والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعنه.=

<<  <   >  >>