طلوع الشمس هي الفجر، والصلاة التي قبل غروبها هي العصر، وفيه دليل على أن المحافظة على هاتين الصلاتين من أسباب دخول الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم، وأفضلهاالعصر، لأن الله تعالى خصها بالذكر حين أمر بالمحافظة على الصلوات فقال:{حفظوا على الصلوت والصلاة الوسطى} وهي العصر، كما فسرها بذلك أعلم الخلق بكتاب الله وهو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (١) ،
{ومن الليل فسبحه} أيضاً سبح الله من الليل و (من) هنا للتبعيض، يعني سبحه أيضاً جزء من الليل، ويدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء، ويدخل في ذلك أيضاً التهجد {وأدبر السجود} أي وسبح الله أدبار السجود، أي أدبار الصلوات، وهل المراد بالتسبيح أدبار الصلوات النوافل التي تصلى بعد الصلوات كراتبة الظهر بعدها، وراتبة المغرب بعدها، وراتبة العشاء بعدها، أو المراد التسبيح الخاص؟ وهو سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.
فيه قولان للمفسرين، ولو قيل بهذا وهذا لكان له وجه {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} أي انتظر لهذا النداء الذي يكون عند النفخ في الصور وحشر الناس {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} من القبور {إنا نحن نحى ونميت وإلينا المصير}(إنا) يقول الله عن نفسه {إنا} تعظيماً له {نحى ونميت} أي: نحيي بعد الموت، ونميت بعد الحياة، فهو قادر على الإحياء بعد الموت، وعلى الموت بعد
(١) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء على المشركين (٦٣٩٦) ومسلم، كتاب المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى، هي صلاة العصر (٢٠٥) ..