الإحياء {وإلينا المصير} أي المرجع {يوم تشقق الأَرض عنهم سراعاً} أي مصيرهم إلينا في ذلك الوقت تشقق الأرض، أي: تتفتح عنهم أي عن هؤلاء في قبورهم، تشقق كما تشقق الأرض عند طلوع النبات، {سراعاً} أي يأتون إلى المحشر {ذلك حشر علينا يسير} أي سهل علينا، لأن الله تعالى يقول في كتابه:{فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} ويقول تعالى: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} ويقول تعالى: {إن كانت إلا صيحةً واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} وهذا يدل على يسر ذلك على الله عز وجل {نحن أعلم بما يقولون} وهذا وعيد لهؤلاء الذين يقولون في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يقولون، أخبر الله هنا أنه لا يخفى عليه حالهم، وأنه يعلم ما يقولون، ثم قال:{ومآ أنت عليهم بجبار} أي ليست عليه بذي جبروت فتجبرهم على أن يسلموا ويؤمنوا بك، ولهذا قال في آية أخرى:{أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}{فذكر بالقرءان من يخاف وعيد} أي عظ بالقرآن الكريم من يخاف الوعيد، أي من يخاف وعيدي بالعذاب، لأن هؤلاء هم الذين ينتفعون بالتذكر بالقرآن، فالقرآن يذكر به جميع الناس، ولكن لا ينتفع به إلا من يخاف الله عز وجل، نسأل الله أن يجعلنا من المنتفعين بكتابه، المتعظين بآياته.