يسألون:{أيان يوم الدين} يعني متى هو؟ استبعاداً، ولهذا قال الله عنهم في سورة (ق) : {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أءذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد} يعني أنرجع بعد أن كنا تراباً، هذا رجع بعيد، فهم يسألون عن القيامة لا سؤال استفهام واستخبار ليستيقنوا، ولكنْ سؤال استبعاد وإنكار، قال الله تعالى:{يوم هم على النار يفتنون} هذا الجواب يعني يوم القيامة: {يوم هم على النار يفتنون} وعلى هذا فيوم هنا ظرف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: يوم القيامة يوم هم على النار يفتنون، ومعنى:{على النار يفتنون} أي: يعرضون عليها فيحترقون بها، لأن الفتنة بمعنى الاحتراق، ولكنها عديت بعلى، لأنها ضمنت معنى العرض، أي: يعرضون على النار فيحترقون بها، هذا هو يوم الدين {ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} ذوقوا هذه جملة مقول لقول محذوف، والتقدير: يقال لهم: ذوقوا فتنتكم، وهذا أمر إهانة وإذلال، أي ذوقوا احتراقكم في النار التي كنتم تنكرونها {هذا الذي كنتم به تستعجلون} لأنهم يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين، فيستعجلون بالقيامة استبعاداً لها، كما قال الله تعالى:{يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق} فيقال لهؤلاء: {ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} ويقال لهم: {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنماتجزون ما كنتم تعملون} يفتنون على النار فيحترقون بها، ويقال:{ذوقوا فتنتكم} هذا توبيخ وإهانة وإذلال يكون به: