{ومآ أمرنا إلا واحدة} يعني ما أمرنا فيما نريد أن يكون {إلا واحدة} أي: إلا مرة واحدة، بدون تكرار {كلمح بالبصر} بدون تأخر - سبحان الله - أمر الله - عز وجل - واحدة لا تكرار، بسرعة فورية أسرع ما يمكن أن يكون كلمح للبصر، كن فيكون، واشتهر عند العوام يقولون: يا من أمره بين الكاف والنون، وهذا غلط ليس أمر الله بين الكاف والنون، بل بعد الكاف والنون، لأن الله قال: كن فيكون، بعد كن، فقولهم بين الكاف والنون غلط لأنه لا يتم الأمر بين الكاف والنون، بل لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون، أي بعد الكاف والنون فوراً كلمح بالبصر، وإن شئت أن ترى عجائب ذلك فانظر إلى الزلازل تصيب مئات القرى، أو آلاف القرى وبلحظة واحدة تعدمها، لو جاءت المعاول والدركترات والقنابل ما فعلت مثل فعل لحظة واحدة من أمر الله - عز وجل -، واسأل الخبراء بالزلازل تجد الجواب، وانظر إلى ما هو أعظم من ذلك، الموتى في قبورهم، والحشرات والحيوانات وكل الأشياء تبعث يوم القيامة بكلمة واحدة، كما قال - جل وعلا -: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم جميع لدينا محضرون} صيحة واحدة فقط، {فإذا هم جميع} ، كلهم {لدينا} أي عندنا {محضرون} فصدق الله - عز وجل - وعده {ومآ أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} مثل لمح البصر.
{ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} الخطاب لكفار قريش، وقوله:{أشياعكم فهل من مدكر} أي: أشباهكم من الكفار السابقين، وقد قص الله - سبحانه وتعالى - في هذه السورة من