قدمه» أو قال عليها رجله «فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط (١) » فأولى القولين بالصواب، إنها استفهام طلب يعني تطلب الزيادة، ولكن رحمة الله سبقت غضبه، يضع عليها عز وجل رجله على الوجه الذي أراد، ثم ينزوي بعضها ينضم إلى بعض وتتضايق وتقول: لا مزيد على ذلك، فحقت كلمة الله أنه ملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين، وفي الحديث الذي سقته إثبات القدم، أو الرجل لله عز وجل، والمراد رجل حقيقة لله عز وجل، إلا أنها لا تشبه أرجل المخلوقين بأي وجه من الوجوه، نعلم علم اليقين أنها ليست مثل أرجل المخلوقين، لقوله تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . والمقصود من قوله تعالى:{يوم نقول لجهنم} هو تحذير للناس، لأن كل واحد منا لا يدري أيكون من حطب جهنم، أو يكون ممن نجا منها؟ نسأل الله أن ينجينا وإياكم منها.
{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد} أي قربت للمتقين مكاناً غير بعيد {هذا} أي ما تشاهدون من قرب الجنة {ما توعدون} أي: هذا الذي توعدون، فإن الله تعالى وعد المؤمنين العاملين الصالحات وعدهم الجنة، وصدق وعده عز وجل، ولكن لمن؟ {لكل أواب حفيظ} الأواب: صيغة مبالغة من أبى يئوب بمعنى رجع، أي لكل أواب إلى الله، أي رجاع إليه، {حفيظ} أي:
(١) أخرجه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته (٦٦٦١) ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (٢٨٤٨) .