للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخامس]

أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق ولا يصده ذلك عن ملازمته وحسن عقيدته، ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل، ويبدأ هو عند جفوة الشيخ بالاعتذار والتوبة مما وقع والاستغفار، وينسب الموجب إليه ويجعل العَتْبَ عليه فإن ذلك أبقى لمودة شيخه واحفظ لقلبه وأنفع للطالب في دنياه وآخرته.

وعن بعض السلف: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة.

ولبعضهم:

اصبر لدائك إن جفوت طبيبه ... واصبر لجهلك إن جفوت معلمًا

وعن ابن عباس: ذللت طالبًا فعززت مطلوبًا. وقال قبله:

إن المعلم والطبيب كليهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما

وقال معافى بن عمران: مثل الذي يغضب على العالم مثل الذي يغضب على أساطين الجامع.

وقال الشافعي رضي الله عنه: قيل لسفيان بن عيينة: إن قومًا يأتونك من

<<  <   >  >>