للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>

ليس من عادتي الإنكار في المختلف فيه؛ إلا أن ظاهرة المبالغة والغلو في فعل بعض المصلين-عند التسوية للدخول بالصلاة- من إلصاقهم القدمِ بالقدم حتى يكاد أحدهم أن يركب قدمك بحجة التسوية، بل لتصاب بالرعبات على حين غفلة منك حين يضرب قدمك بأظافره الحادة، بل إن بعضهم لا ترى رأسه أثناء الصلاة إلا بين قدميه بحثاً عنها، كل ذلك جعلني أكتب في هذه المسألة .... كما طلب مني بعض الإخوة بإلحاح أن أكتب في ذلك.

ما هي حدود التفريج بين القدمين في الصلاة؟

اختلف فقهاء السلف -رحمهم الله- في تقديره (١):

• فذهب الحنفية: بأن التفريج يكون بقدر أربع أصابع فإن زاد أو نقص كره.

• والشافعية: قدروا التفريج بينهما بقدر شبر، فيكره أن يقرن بينهما أو يوسع أكثر من ذلك كما يكره تقديم إحداهما على الأخرى.

• والمالكية قالوا: تفريج القدمين مندوب لا سنة.

وقالوا: المندوب هو أن يكون بحالة متوسطة بحيث لا يضمهما ولا يوسعهما كثيراً حتى يتفاحش عرفاً

• ووافقهم الحنابلة على هذا التقدير

فمن أين أتى هؤلاء بهذه الطريقة في التسوية؟ ! فأحدهم يفرشخ -يفرّج- بين قدميه بقدر متر أو يزيد

إن كانت الحجة التسوية الكاملة، قلنا لهم:

ليتأخر أحدكم عن الصلاة ولينظر حال هؤلاء بعد سجودهم، حيث تصير الفراغات بينهم أضعافاً مضاعفة حيث عادت الأقدام إلى وضعها الطبيعي.

"والغريب" أنهم تركوا العمل بما أمَر به النبي -صلى الله عليه وسلم- صراحةً من طلب المساواة بالمناكب، في أكثرَ من حديثٍ وصارت أعناقهم ورؤوسهم لا تراها إلا بين أرجلهم بحثاً عن أقدامهم هل وصلت إلى الطرف الآخر أم لا.! ! !


(١) الفقه على المذاهب الأربعة ١/ ٢٣٤

 >  >>