للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ فِي "كِتَابِ أَبْنِيَةِ الأَسْمَاءِ": "سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ وَسَدَادٌ" (١) فَسَوَّى بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ.

وَقَالَ فِي "بَابِ مَا جَاءَ فِيهِ لُغَتَانِ اسْتَعْمَلَ النَّاسُ أَضْعَفَهُمَا": "وَيَقُولُونَ: مَا قَوَامِي إِلَّا بِكَذَا بِالفَتْحِ" (٢) وَالأَجْوَدُ: قِوَامِي بِالكَسْرِ.

وَقَالَ فِي "بَابِ فِعَالٍ وَفَعَالٍ" مِنْ "كِتَابِ الأَبْنِيَةِ": "قِوَامٌ وَقَوَامٌ" (٣) فَأَجَازَ اللُّغَتَيْنِ" (٤).

وَقَالَ: "لَيْلٌ تِمَامٌ بِالكَسْرِ لَا غَيْرُ" (٥) إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

"وَقَدْ ذَكَرَ فِي "أَبْنِيَةِ الأَسْمَاءِ" مِنْ كِتَابِهِ هَذَا: "وَلَدٌ تِمَامٌ وَتَمَامٌ" (٦). فَأَجَازَ الوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، بِخِلَافِ مَا قَالَهُ هُنَا. وَكَذَلِكَ يُرْوَى قَوْلُ الشَّاعِرِ: (وافر)

تَمَخَّضَتِ المُنُونُ لَهُ بِيَوْمِ … أنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تَمَامُ (٧)

بِالْفَتْحِ والكَسْرِ.

وَأَنْكَرَ أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ عَلَيْهِ فِي هَذَا المَوْضِعِ شَيْئًا آخَرَ غَيْرَ مَا أَنْكَرْنَاهُ نَحْنُ، فَقَالَ: "الصَّحِيحُ وُلِدَ لِتِمَامٍ. فَأَمَّا وَلَدٌ تَمَامٌ عَلَى الصِّفَةِ فَلَا أَعْرِفُهُ" (٨).

وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو عَلِيٍّ هُوَ المَعْرُوفُ، وَالَّذِي قَالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ غَيْرُ مَدْفُوعٍ، لأنَّ التَّمَامَ مَصْدَرٌ، وَالمَصْدَرُ لَا يُنْكَرُ أَنْ يُوصَفَ بِهَا، كَمَا قِيلَ: رَجُلٌ


(١) أدب الكتّاب: ٥٤٤.
(٢) أدب الكتّاب: ٤٢١.
(٣) أدب الكتّاب: ٥٤٤.
(٤) الاقتضاب: ٢/ ١٤٠.
(٥) أدب الكتّاب: ٣١٨.
(٦) أدب الكتَّاب: ٥٤٤.
(٧) البيت لعمرو بن حسان في الإصلاح: ٣؛ مجاز القرآن: ٢/ ١٤٠؛ الجمهرة: ٢/ ٢٣٠؛ التنبيه والإيضاح: ٢/ ١٩٨؛ شرح المفصل: ٤/ ١٠٣؛ وينسب للنابغة الذبياني في ملحقات ديوانه: ٢٥٠؛ جمهرة الأشعار: ٢٦؛ ولخالد بن حق في اللسان: (منن - أنى - حمل).
(٨) ذيل الأمالي والنوادر: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>