للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ المَاءِ ظَاهِرَهُ … فَمَنْ لِحَرٍّ عَلَى الأَحْشَاءِ يَتَّقِدُ (١)

فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الفَقِيهُ الشَّاعِرُ مَا خَرَجَ هَذَا مِنْ قَلْبِ سَلِيمٍ. فَقَالَ عُبَيْدُ الله: يَا عَمِّ:

لَا بُدَّ لِلْمَصْدُورِ أَنْ يُنْفِثَ (٢)

يُرِيدُ: إِذَا اعْتَلَجَ فِي صَدْرِ الشَّاعِرِ شَيْءٌ مِنَ الشِّعْرِ ظَهَرَ عَلَى لِسَانِهِ.

وَيُقَالُ لِلْحَنِقِ (٣) إِذَا خَرَجَ مَا فِي قَلْبِهِ: "مَا هِيَ إِلَّا نَفْثَةُ مَصْدُورٍ".

يَقُولُ طَرَفَةُ (٤):

"أُبَيِّنُ عَنْ نَفْسِي كَمَا تُبَيِّنُ عَنْ نَفْسِهَا، وَأُعَاتِبُهَا كَمَا تُعَاتِبُنِي، وَلَسْتُ كَالصَّعِيفِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ حُجَّتَهُ، وَيُعْرِبَ عَنْ نَفْسِهِ (٥). مَدَحَ نَفْسَهُ بِعُلُوِّ الهِمَّةِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الهَوَى" (٦).

قَوْلُهُ: "مُتْمِرٌ" (٧).


(١) البيتان لعروة بن أذينة في ديوانه: ٩٥؛ الشعر والشعراء ٢/ ٥٧٩. والرواية فيه "عمدت نحو - هذا بردت - فمن لنار - تتقد". وأمالي القالي: ١/ ٣١ برواية "أبترد" منسوب لأعرابي. والحماسة المغربية: ٢/ ٩٤١ برواية "أبترد - هوي بردت". وزهر الآداب: ١/ ٢٠٩ برواية "أبترد - فمن لنار على". ودرة الغواص: ١٤٩؛ والسمط: ١/ ١٤٧؛ أمالي المرتضي: ١/ ٤٣١. والشعر في المصادر جميعها جاء على لسان سكينة بنت علي .
(٢) أنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٣٢٧ بلفظ [لا بد للمصدور من أن يَنْفُثَا]. والعقد الفريد: ٦/ ١٣٤؛ المقاييس: ٥/ ٤٥٧؛ المختار من شعر بشار: ١٤٦؛ ويروى بلفظ: (أن يسعلا) في غريب الحديث لأبي عبيدة: ٤/ ٤٥. واللسان: (صدر).
(٣) الحنق: الغيظ. الصحاح اللسان: (حنق).
(٤) هو طرفة بن العبد البكري قتله عمرو بن هند حوالي: ٥٦٩ م. ترجمته في الشعر والشعراء: ١/ ١٩١؛ السمط: ١/ ٣١٩؛ معاهد التنصيص: ١/ ٣٤٦؛ خزانة الأدب: ١/ ٤١٩.
(٥) الكلام نثر بيت طرفة، سبق تخريجه في الصفحة ٣٥ هـ ٦.
(٦) الاقتضاب: ٣/ ٢٠٨.
(٧) أدب الكتّاب: ٣٢٧ منسوب للفراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>