للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَرْضِ وَأَخْلَدَ: إِذَا مَالَ إِلَيْهَا وَلَزِمَهَا" (١).

وَقَالَ: "نَصَفَ النَّهَارُ وَأَنْصَفَ وَانْتَصَفَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ" (٢).

ط: "كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَرْوِي هَذَا البَيْتَ (٣) لأَعْشَى بَكْرٍ (٤). قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: "وَصَفَ غَائِصًا عَلَى دُرَّةٍ فَانْتَصَفَ النَّهَارُ وَهُوَ فِي المَاءِ لَمْ يَخْرُجْ وَصَاحِبُهُ لَا يَدْرِي أَهْوَ حَيٌّ أم مَيِّتٌ" (٥).

وَقَوْلُهُ: "المَاءُ غَامِرُهُ".

جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الحَالِ، وَكَذَلِكَ الجُمْلَةُ الَّتِي بَعْدَهَا. وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: "وَالمَاءُ غَامِرُهُ" فَيَأْتِي بِـ "وَاوِ الحَالِ" وَلَكِنَّهُ اكْتَفَى بِالضَّمِيرِ مِنْهَا، لأَنَّ الجُمْلَةَ إِذَا كَانَ فِيهَا عَائِدٌ يَعُودُ عَلَى الأَوَّلِ، كَانَتْ حَالًا، وَإِنْ لَمْ تَدْخُلِ الوَاوُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الجُمْلَتَيْنِ ضَمِيرٌ عَائِدٌ عَلَى صَاحِبِ الحَالِ، لَمْ يَجُزْ حَذْفَ الوَاوِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْهَا بُدٌّ.

فَأَمَّا صَاحِبُ الحَالِ فِي الجُمْلَتَيْنِ فَلَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي البَيْتِ، وَلَكِنَّهُ مَذْكُورٌ


(١) فعلت وأفعلت: ٣٢.
(٢) أدب الكتّاب: ٣٥٩.
(٣) البيت هو:
نصف النهار الماء غامره … ورفيقه بالغيب ما يدري
أنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٣٥٩ وينسب للمسيب بن علس، ويروى (رفيقه) في أمالي ابن الشجري: ٢/ ٤٧٣ فعلت وأفعلت للزجاج ٩٠؛ الخزانة: ١/ ٥٤٤.
و (شريكه) في الجمهرة ٣/ ٨٣ - ٤٣٨؛ الإصلاح: ٢٤١؛ شرح ما يقع فيه التحريف والتصحيف: ٢٨٥؛ شرح المقامات للشريشي: ١/ ١٧٢ وينسب للأعشى - وليس في ديوانه، وقد قابل الأستاذ الميمني القصيدة التي فيها البيت على نسخة "رامبور" فأثبت مقابلته - في الخزانة ٣/ ٢٣٦ الجمان لابن ناقيا ٣٣٨؛ شرح أبيات المغني: ٧/ ٨٨، ويروي بدون نسبة في دلائل الإعجاز: ٢٠٦؛ شرح المفصل: ٢/ ٦٥؛ شرح الأشموني: ١/ ٢٦٠.
(٤) هو ميمون بن قيس بن جندل بن شاحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة يكنى أبا بصير، ترجمته في طبقات ابن سلام: ١/ ٥٢؛ الشعر والشعراء: ١/ ٢٦٣؛ الأغاني: ٩/ ١٠٨؛ معاهد التنصيص: ١/ ١٩٦؛ الخزانة: ١/ ١٧٥.
(٥) الجمهرة: ٣/ ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>