للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتاب" المتنسخ من مبيضّة المؤلف . . . وفرغ منه بخط يده: شجاع بن محمد في الثالث والعشرين لرجب سنة ست وثمانين وستمائة، انتهى ما وجد من الأصل المكتوب بخط أندلسي قديم".

وهذه النسخة هي المعتمدة لدينا في التحقيق لتضمنها شروط الكمال كما قال الأستاذ عبد السلام هارون: "أعلى النصوص هي المخطوطات التي وصلت إلينا حاملة عنوان الكتاب واسم مؤلفه وجميع مادة الكتاب على آخر صورة رسمها الكاتب وكتبها بنفسه، أو يكون قد أشار بكتابتها أو أملاها أو أجازها، وتلي نسخة الأم النسخة المأخوذة منها" (١).

وكان ما علمنا من قيمة الشرح في البحث الأولي الذي قمنا به في إطار إنجاز تقرير الرسالة مشجعًا آخر وحافزًا على الإقدام والاستمرار على التحقيق ولو على نسخة وحيدة، فـ"الانتخاب" يستمد قيمته العلمية من "أدب الكتاب" نفسه، فقد قال عنه ابن خلدون في معرض حديثه عن الأدب: "وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي: "أدب الكتاب" لابن قتيبة وكتاب "الكامل" للمبرد وكتاب "البيان والتبيين" للجاحظ وكتاب "النوادر" لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتوابع لها وفروع عنها" (٢).

فهو يشرح أصلًا من أصول الأدب العربي الذي حظي بعناية المشارقة والمغاربة على السواء. وكان من الكتب المشرقية التي نقلت إلى الأندلس في إطار الرحلات العلمية، وصار عندهم جزءًا مهمًا في المقررات الدراسية للطلاب، وقد اهتم الأندلسيون بشرحه، فألّف سليمان بن محمد زهراوي كتابه "في رسالة أدب الكتاب" وألّف أبو بكر محمد بن عمر بن القوطية (ت ٣٦٧ هـ) شرحًا على صدر أدب الكتاب، وهما من كتاب القرن الرابع الهجري. وألّف ابن السيد البطليوسي (ت ٥٢١ هـ) كتاب "الاقتضاب في شرح أدب الكتاب"، قدم أبو محمد بن يحيى بن عليم شرحًا في أدب الكتاب أخذه الناس، وكذلك أبو علي حسن بن محمد البطليوسي (٥٧٦ هـ).


(١) تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام هارون: ٢٩.
(٢) المقدمة لابن خلدون: ٥٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>