للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجَوْفِ" (١).

قَوْلُهُ: "رَجُلٌ شَجٍ" (٢) إِلَى آخِر الفَصْلِ.

ط: "قَدْ أَكْثَرَ اللَّغَوِيُّونَ (٣) مِنْ إِنْكَارِ التَّشْدِيدِ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ، وَهُوَ عَجَبٌ مِنْهُمْ، لأَنَّهُ يُقَالُ: شَجَوْتُ الرَّجُلَ، أَشَجُوهُ: إِذَا حَزَنْتَهُ، وَشَجِيَ يَشْجَى: إِذَا حَزِنَ. فَإِذَا كَانَ شَجٍ بِالتَّخْفِيفِ كَانَ اسْمَ الفَاعِلِ مِنْ شَجِيَ يَشْجَي، فَهُوَ شَجٍ، كَعَمِيَ يَعْمَى، فَهُوَ عَمٍ. وَإِذَا قِيْلَ: شَجِيٌّ بِالتَّشْدِيدِ، كَانَ اسْمَ المَفْعُولِ مِنْ شَجَوْتُهُ أَشْجُوهُ، فَهُوَ مَشْجُوٌّ وَشَجِيٌّ، كَقَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ، وَجَرِيحٍ وَمَجْرُوحٍ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ ابنَ قُتَيْبَةَ قَالَ لأَبِي تَمَّامٍ الطَّائِيِّ: يَا أَبَا تَمَّامٍ أَخْطَأْتَ فِي قَوْلِكَ: (وافر)

أَبَا وَيْلَ الشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ … وَوَيْلَ الدَّمْعِ مِنْ إِحْدَى بَلِيِّ (٤)

فَقَالَ لَهُ أَبُو تَمَّامٍ: وَلِمَ قُلْتَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لأَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ: شَجٍ بِالتَّخْفِيفِ وَلَا يُشَدَّدُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو تَمَّام: مَنْ أَفْصَحُ عِنْدَكَ ابْنُ الجُرْمُقَانِيةِ يَعْقُوبُ أم أَبُو الأَسْوَدِ الدُّوَليُّ (٥) حَيْثُ يَقُولُ: (كامل)

وَيْلُ الشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ فَإِنَّهُ … نَصِبُ الفُؤَادِ بِشَجْوِهِ مَغْمُومُ (٦)

وَالَّذِي قَالَهُ أَبُو تَمَّامٍ صَحِيحٌ. قَدْ طَابَقَ فِيهِ السَّمَاعُ القِيَاسَ، وَقَدْ قَالَ أَبُو دُؤَادٍ الإِيَّادِيُ وَنَاهِيكَ بِهِ حُجَّةً: (خفيف)


(١) التهذيب: ٣/ ١٤٩ - ١٤/ ٢٤٤.
(٢) أدب الكتّاب: ٣٧٩ "ورجل شج".
(٣) الإصلاح: ١٨١؛ شرح الفصيح: ٩٨؛ التهذيب: ١١/ ١٣١.
(٤) ديوانه: ٣/ ٣٥١؛ فصل المقال: ٣١٣. وأصل صدره مثل لأكثم بن صيفي يدعو بني تميم للدخول في الإسلام. يضرب لسوء مشاركة الرجل صاحبه. والخلي: الخلو من الهم. الشجي: الغصص. ينظر: جمهرة الأمثال: ٢/ ٣٣٨؛ الأمثال: ٢/ ٤٣٣.
(٥) هو أبو الأسود الدولي ظالم بن عمرو بن أبي سفيان، من الشعراء والتابعين والمحدثين. ترجمته في الشعر والشعراء: ٢/ ٧٢٩؛ التهذيب: ١٢/ ١٠؛ الإصابة: ٣/ ٣٠٤؛ تاريخ بروكلمان: ١/ ١٧١.
(٦) ديوانه: ٢٣٤؛ فصل المقال: ٣١٣ "مهموم"؛ الخزانة: ٨/ ٥٧٦؛ شرح أبيات المغني: ٥/ ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>