للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ فَإِنَّ العَرَبَ تَقُولُ: "رُمِيَ فِي جِنَازَتِهِ فَمَاتَ" (١). وَقَدْ جَرَى فِي أَفْوَاهِ النَّاسِ: الجَنَازَةُ بِفَتْحِ الجِيمِ، وَالنَّحَارِيرُ (٢) يُنْكِرُونَهُ" (٣).

وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: "جَنَزْتُ الشَّيْءَ: سَتَرْتُهُ. وَمِنْهُ سُمِّيَ المَيِّتُ جَنَازَةً، لِأَنَّهُ يُسْتَرُ. وَفِي الخَبَرِ (٤) أَنَّهُ أُنْذِرَ الحَسَنُ (٥) لِلصَّلَاةِ عَلَى مَيِّتٍ فَقَالَ: إِذَا جَنَزْتُمُوهَا فَأَنْذِرُونِي، أَيْ: كَفَّنُتُمُوهَا" (٦) " (٧).

قَوْلُهُ: "مُقَدِّمَةُ العَسْكَرِ" (٨).

ط: "يُقَالَ: قَدَّمَ الرَّجُلُ، بِمَعْنَى تَقَدَّمَ. قَالَ الله ﷿: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (٩) فَلِذَلِكَ قِيلَ: مُقَدِّمَةُ الجَيْشِ، لأَنَّهَا تَقَدَّمَتْهُ، فَهِي اسْمُ الفَاعِلِ مَنْ قَدَّمَ بِمَعْنَى تَقَدَّمَ، وَلَوْ قِيلَ: مُقَدَّمَةٌ بِفَتْحِ الدَّالِ، لَكَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا، لأَنَّ غَيْرَهَا يُقَدِّمُهَا، فَتَتَقَدَّمُ، فَتَكُونُ مَفْعُولَةً عَلَى هَذَا المَعْنَى" (١٠).

وَقَالَ قَاسِمُ بنُ ثَابِتٍ: "كُلُّ النَّاسِ حَكَوْا: عَمَلٌ مُقَارِبٌ بِالكَسْرِ، إِلَّا ابْنَ الأَعْرَابِيِّ فَإِنَّهُ حَكَى: عَمَلٌ مُقَارَبٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ لَا غَيْرُ" (١١).


(١) النهاية في غريب الحديث: ١/ ٣٠٦. والمراد بالرمي: الحمل والوضع.
(٢) النحر والنحرير: الحاذق الماهر وقيل: الرجل الفطن البصري في كل شيء وجمعه النحارير. الصحاح اللسان التاج: (نحر).
(٣) العين: ٦/ ٧٠.
(٤) هي النوار زوج الفرزدق. وقيل: عند احتضارها أوصت الحسن بن علي بالصلاة عليها.
(٥) هو الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبو محمد؛ خامس الخلفاء الراشدين وثاني الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية (ت ٥٠ هـ). ترجمته في تهذيب ابن عساكر: ٤/ ٢٠٢؛ حلية الأولياء: ٢/ ٣٥؛ صفة الصفوة: ١/ ٧٥٨؛ تهذيب التهذيب: ٢/ ٢٩٥؛ الإصابة: ٢/ ١١.
(٦) الجمهرة: ٢/ ٩٢ مع بعض الحذف.
(٧) الاقتضاب: ٢/ ٢٠٦.
(٨) أدب الكتّاب: ٣٩٢.
(٩) سورة الحجرات: الآية ١.
(١٠) الاقتضاب: ٢/ ٢٠٦
(١١) لم أجد الكلام في كتاب الدلائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>