بمراسلات أجريناها مع الأخ زين العابدين بن الطاهر بشفشاون وهو عضو بمركز البحوث والدراسات الأندلسية بشفشاون، وذلك للاستفسار عن مسائل مشتركة؛ لأن بحثه ينصب في تحقيق "شرح المقامات الحريرية" لأحمد بن داود الجذامي، والأخت رشيدة بوكرامي من الدار البيضاء والتي تشتغل على مخطوط "الدلائل" لقاسم بن ثابت الأندلسي، وما أمدنا به الأستاذ عبد العزيز السوري من وزارة الشؤون الثقافية بأكدال بالرباط.
وقد فتل كل ذلك في حبل شخصيتنا العلمية ونعتبره من حسنات البحث في مجال التحقيق.
وقد خلصنا إلى أن التحقيق عمل دؤوب لا أن يجب يحد بالزمان ولا المكان، وأنَّه كلما تقدمنا في البحث ازدادت الأمور توضحًا وازداد ارتباطًا بالبحث، حتى أننا كنا نؤخر الطباعة لأننا نجد مجالًا مفتوحًا دائمًا للإضافات.
وقد أتاح لنا البحث في التحقيق فرصة إضافة معلومات كثيرة إلى رصيدنا المعرفي من شواهد شعرية، وأحاديث، وأخبار، وأمثال، وقد أدّى طول مداولتها وإعادة مراجعتها إلى أن حفظناها، ولعلّ هذه من المنافع العظيمة التي تعود على الباحث المحقق.
وقد علَّمنا التحقيق طول الصبر ورحابة الصدر؛ لأنهما مفتاح الإتقان في كل شيء وعلّمنا من حديث رسول الله ﷺ أنه إذا ضاق صدر الإنسان ساء خلقه، وأول من يتأثر بسوء الخلق هو البحث مما يؤدي إلى إفساده أو إبخاسه حقه، وهي من الآفات التي لزم أن نتجنّبها في البحث عامة وفي مجال التحقيق خاصة.
وقد خلصت أيضًا إلى أنه آن الأوان لأن يستفيد الباحث في التحقيق من تقنيات المعلوماتية لما توفُّره من الجهد والوقت.
ولعلّ ما تتيحه المعلوميات بما فيها نظام الحاسوب من طباعة البحث مباشرة، والأقراص المرنة لجرد الموسوعات الخاصة لكل الفنون والمصادر المطبوعة والمخطوطة لكفيل أن يوفر جهد البحث عن المخطوط إذا توفرت