أقراص مرنة تجرّد الكتب المطبوعة والمخطوطة في الخزانات العامة والخاصة بالمغرب وخارجه. وهي مهمة منوطة بالمكتبيين أساسًا وبسائر الباحثين، ومن ثم يأتي الإرشاد إلى المخطوطات القيمة منها وهي مهمة الأساتذة أولي الاختصاص.
كما لزم الاستفادة من شبكة الأنترنيت التي فتحت المجال واسعًا أمام الباحثين لاختصار المسافات والاطلاع على ما تحتويه المكتبات العامة والخاصة بجميع أنحاء العالم وإقامة الاتصالات بين الباحثين في المغرب وخارجه.
وتبقى هذه الدراسة منطلقًا لبحوث جديدة، فالشرح يطرح مجالات أخرى للدراسة تكملها وتضيف إليها، ويفتح آفاقًا علمية واسعة.
فقد أسلفنا أن "الانتخاب" حفل بكم هائل من النقول التي رواها الجذامي عن أبي سليمان داود بن يزيد السعدي وهي تعليقات فريدة من نوعها من حيث قيمتها العلمية إذ إنها مادة تعليمية، وهي مهمة من حيث كمها الهائل، وهي تستحق الجمع والدراسة، ونؤكد على أنها تعد ببحث قيّم ومفيد، وقد تلقي الضوء على شرح أندلسي لـ "أدب الكتاب".
كما أن التعليقات التي تضمنها "الانتخاب" عن أبي علي القالي تكون أيضًا مادة غنية للدراسة، خاصة وأنَّه لم ترد في أي كتاب من كتب أبي علي، ولم تقدم فيها أي دراسة إلا ما جاء عرضًا عن الأستاذ عبد العالي الودغيري في كتابه:"أبو علي القالي وأثره في الدراسات اللغوية والأدبية في الأندلس".
كما أن الانتخاب في منهجه الخاص الذي سعى فيه الجذامي إلى جمع واستقصاء أكبر عدد ممكن من المعلومات حول الشرح يفتح مجالًا لمقارنته مع غيره من المؤلفات في الشرح للكتاب الأندلسيين لتبين مدى أصالته في هذا المنهج وهل كان منهجًا متداولًا أم كان بدعة من الجذامي.
وإن هذه الدراسة تثير إشكالية مهمة وهي ما نطرحه على أنفسنا دائمًا عن آثار الجذامي.
فالشرحين يقدمان دليلًا على إجادته وتحكُّمه بزمام الكتابة، وقد أشاد به