للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنْشَدَ أَبُو عَلِيٍّ فِي "نَوَادِرِهِ": (طويل)

سَقَى دِمْنَتَيْنِ لَيْسَ لِي بِهِمَا عَهْدُ … بِحَيْثُ الْتَقَى الدَّارَاتُ وَالجَرَعُ الكُبْدُ (١)

وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَخْفَشُ: إِذَا قُلْتَ: عَجِبْتُ مِنْ ضَرْبٍ زَيْدًا، فَالْفَاعِلُ مَحْذُوفٌ، لِعِلْم السَّامِع، وَلَيْسَ بِمُضْمَرِ فِي الضَّرْبِ، لأَنَّ المَصَادِرَ أَجْنَاسٌ، وَالأَجْنَاسُ لَا يُضْمَرُ فِيهَا" (٢).

"وَقَبْلَ بَيْتِ أَبِي كَبِيرٍ الهُذِلِيِّ (٣) وَهُوَ أَوَّلُ القَصِيدَةِ: (كامل)

أَزْهَيْرُ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَعْدِلِ … أم لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ الأَوَّلِ (٤)

"زُهَيْرَ" تَرْخِيمُ زُهَيْرَةَ، وَهِيَ ابْنَتُهُ. [يَقُولُ: هَلْ عَنْ شَيْبَةَ مِنْ مَصْرِفٍ أم لَا سَبِيلَ إِلَى شَبَابِي الَّذِي مَضَى؟] (٥). وَ "الرَّحِيقُ": الخَمْرُ. وَ "السَّلْسَلُ": السَّهْلُ فِي الحَلْقِ. يُقَالُ: مَاءٌ سَلْسَلٌ وَسَلْسَالٌ، وَسُلَاسِلٌ وَسَلْسَبِيلٌ إِذَا كَانَ عَذْبًا" (٦).

"وَأَجْرَى "إِلَى" مُجْرَى "عِنْدَ" لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُمَا، فَلِذَلِكَ سَدَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَسَدَّ الأُخْرَى. أَلَا تَرَى أَنَّهُ إِذْ قَالَ: هُوَ أَشْهَى عِنْدِي مِنَ العَسَلِ، فَمَعْنَاهِ: أَنَّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ. وَ "إِلَى" فِي هَذَا الْمَوْضِع أَشَدُّ تَمَكُّنًا مِنْ "عِنْدَ" (٧).

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَقَدْ سَادَتْ إِلَيَّ الغَوَانِيَا (٨) (البيت).


(١) البيت في الأمالي: ١/ ٥٤؛ شروح السقط: ٢/ ٨٣٣؛ الاقتضاب: ٢/ ٢٧٨.
(٢) الاقتضاب: ٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨.
(٣) أنشده في أدب الكتاب: ٥١٢، وقد سبق تخريجه وهو:
أم لا سبيل إلى الشباب وذكره … أشهى إلي من الرحيق السلسل
(٤) ديوان الهذليين: ١/ ٨٨؛ شرح أبيات المغني: ٢/ ١٣٧؛ شرح الجواليقي: ٢٦٣؛ الخزانة: ٩/ ٥٣٧.
(٥) زيادة من الشارح.
(٦) الاقتضاب: ٣/ ٣٥٨.
(٧) الاقتضاب: ٢/ ٢٧٩.
(٨) أنشده في أدب الكتاب: ٥١٢. وتمامه:

<<  <  ج: ص:  >  >>