للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَلِيلٌ، أَنْشَدَ أَبُو عُمَرَ الْمُطَرِّزُ (١) عَنْ ثَعْلَبٍ (٢): (بسيط)

أَثْنِ عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإِنَّنِي … أُثْنِي عَلَيْكِ بِمِثْلِ رِيحِ الْجَوْرَبِ (٣)

إِلَّا أَنَّ هَذَا قَدْ يَخْرُجُ عَلَى مَعْنَى: إِنِّي أُقِيمُ لَكَ الذَّمَّ مَقَامَ الثَّنَاءِ، كَمَا قَالُوا: عِتَابُكَ السَّيْفُ، وَتَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ. قَالَ الله ﷿: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (٤). وَالْعَذَابُ لَيْسَ بِبِشَارَةٍ إِنَّمَا تَأْوِيلُهُ: أَقِمْ لَهُمْ الْإِنْدَارَ بِالْعَذَابِ مَقَامَ الْبِشَارَةِ.

قوله: "وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ" (٥).

ز: طـ: "الصَّلَاةُ مِنَ اللهِ تَعَالَى: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الدُّعَاءُ، وَمِنَ النَّاسِ: الدُّعَاءُ وَالْعَمَلُ، وَأَصْلُهَا الدُّعَاءُ، قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ (٦).

وَسُمِّيَ الْعَمَلُ صَلَاةً لِمَا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ، وَمِنْ ذَلِكَ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَيِّتِ،


(١) محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر الزاهد المطرز، اللغوي، غلام ثعلب، مات ببغداد سنة (٣٤٥ هـ). تاريخ بغداد: ٢/ ٣٥٧، إنباه الرواة: ٣/ ١٧١؛ بغية الوعاة: ١/ ١٦٤ (ت ٢٧٩).
(٢) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان راوية للشعر محدثًا مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة، ولد ببغداد، ومات فيها سنة (٢٩١ هـ)، صنف: مجالس العلماء، الفصيح. تاريخ بغداد: ٥/ ٢٠٤؛ نزهة الألباء: ٢٢٨؛ إنباه الرواة: ١/ ١٧٣؛ تهذيب الأسماء: ٢/ ٢٧٥؛ وفيات الأعيان: ١/ ٣٠؛ الأعلام: ١/ ٢٦٧.
(٣) البيت في شرح ديوان المتنبي: ١/ ٦٠ برواية: بما علمت، وفي ٣/ ١٠٠ برواية: قل ما بدا لك أن تقولي فإني. جمهرة الأمثال: ٢/ ٣١٧ برواية:
بِمَا علمت مُثْنٍ
ثمار القلوب: ٤٨٧؛ أساس البلاغة: حرب.
(٤) سورة آل عمران (٣): الآية ٢١. سورة التوبة (٩): الآية ٣٤. سورة الإنشقاق (٨٤): الآية ٢٤.
(٥) أدب الكتاب: ٥، فيه: والصلاة على نبيه.
(٦) سورة التوبة (٩): الآية ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>