للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّمَا هِيَ الدُّعَاءُ لَهُ، قَالَ الْأَعْشَى (١): (بسيط)

تَقُولُ بِنْتِي وَقَدْ قَرَّبْتُ مُرْتَحِلًا … يَا رَبِّ جَبِّبْ أَبِي الْأَوْصَابَ وَالْوَجَعَا

أَعَلَيْكِ مِثْلَ الَّذِي صَلَّيْتِ فَاغْتَمِضِي … نَوْمًا فَإِنَّ لِجَنْبِ الْمَرْءِ مُضْطَجَعَا (٢)

مَنْ رَفَعَ "مِثْلُ" دَعَا لَهَا بِمِثْلِ مَا دَعَتْ لَهُ، ومَنْ نَصَبَ، جَعَلَهُ إِغْرَاءً، أَمَرَهَا بأَنْ تَلْزَمَ هَذَا الدُّعَاءَ.

وَالْمُصْطَفَى (٣): الْمُخْتَارُ، وَهُوَ مُفْتَعَلٌ مِنَ الصَّفْوَةِ، وَهِيَ خِيَارُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَصْلُهُ مُصتَفَوٌ أَبْدَلُوا التَّاءَ طَاءً لِتُوَافِقَ الصَّادَ فِي الْإِسْتِعْلَاءِ، وَتَجَاوَزَتِ الْكَلِمَةُ ثلاثَةَ أَحْرُفٍ، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً كَانْقِلابهَا فِي أَعْطَيْتُ ثُمَّ تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ فَانْقَلَبَتْ أَلِفًا.

وَذَكَرَ أَبُو جَعفَرِ بْنُ النَّحَّاسِ (٤) أَنَّ "آلًا" يُضَافُ إِلَى الْأَسْمَاءِ الظَّاهِرَةِ وَلَا يُضَافُ إِلَى الْأَسْمَاءِ الْمُضْمَرَةِ فَلَمْ نُجِزْ هَذَا الَّذِي أَجَازَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ: وَأَهْلَهُ. وَذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الزُّبَيْدِيُّ (٥) فِي كِتَابِ "لَحْنِ


(١) ميمون بن قيس بن جندل، من قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، شاعر من الطبقة الأولى، توفي سنة (٨ هـ). الشعر والشعراء: ٢٥٧؛ الأغاني: ٩/ ١٠٨؛ الخزانة: ١/ ١٧٥؛ الأعلام: ٧/ ٣٤١.
(٢) البيتان في ديوانه: ١٥١.
(٣) أدب الكتاب: ٥
(٤) أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري، أبو جعفر النحاس، مفسر أديب، مولده بمصر، ووفاته فيها سنة (٣٣٨ هـ)، صنف: تفسير القرآن، إعراب القرآن، تفسير أبيات سيبويه، معاني القرآن. إنباه الرواة: ١/ ١٣٥؛ الوفيات ١/ ٢٩؛ النجوم الزاهرة: ٣/ ٣٠٠؛ الأعلام: ١/ ٢٠٨.
(٥) محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج الزبيدي الأندلسي الإشبيلي أبو بكر، عالم باللغة والأدب، شاعر من حمص بالشام، مؤدب المؤيد بالله، ولي القضاء بإشبيليه، توفي سنة (٣٦٩ هـ). له كتب: الواضح، طبقات النحويين واللغويين، لحن العامة. معجم الأدباء: ١٨/ ١٧٩؛ الإنباه: ٣/ ١٠٨؛ الوفيات: ٤/ ٣٧٢؛ بغية الوعاة: ١/ ٨٤؛ شذرات الذهب: ٣/ ٩٤؛ المغرب: ١/ ٢٥٥؛ جذوة المقتبس: ٨٥؛ الأعلام: ٦/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>