للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِشُحْبِهَا فِي الصَّحْنِ ذِي الْأَعْشَارِ

بَرْبَرَةٌ كَصَخَبِ الْمَمَارِي

مِنْ قادِمٍ مُنْهَمِرٍ ثَرْثَارِ (١)

وَاشْتِقَاقُ الْمُتَفَيْهِقِينَ مِنْ فَهَقَ الْغَدِيرُ، يَفْهَقُ، إذا امْتَلأَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مَوْضِعُ مَزِيدٍ، قَالَ الْأَعْشَى: (طويل)

كَجَابِيَةِ الشَّيْخ الْعِرَاقِيّ تَفْهَقُ (٢)

وَاشْتِقَاقُ الْمُتَشَدِّقِينَ مِنَ الشِّدْقَيْنِ، يُرَادُ بِهِ الَّذِينَ يَفْتَحُونَ أَشْدَاقَهُمْ بِالْقَوْلِ، يُقَالُ: رَجُل أَشْدَقُ، إِذَا كَانَ وَاسِعَ الشِّدْقَيْنِ جَهِيرَ الصَّوْتِ مُتَنَطِّعًا فِي الْكَلَامِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْأَشْدَقَ (٣) وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: (طويل)

تَشَدَّقَ حَتَّى مَالَ بِالْقَوْلِ شِدْقُهُ … وَكُلُّ خَطِيبٍ لَا أَبُا لَكَ أَشْدَقُ (٤)

وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: (قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ) (٥).

وَهَذَا الْخَبَرُ غَيْرُ خَارِجٍ عَمَّا قَالَهُ أَهْلُ اللُّغَةِ لِأَنَّ الْمُتَكَبِّرَ الْمُعْجَبَ بِنَفْسِهِ يَدْعُوهُ إِعْجَابُهُ بِنَفْسِهِ وَتَكَبُّرُهُ إِلَى التَّنَطُّعِ فِي كَلَامِهِ.

ع: د: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: "الْمُتَفَيْهِقُونَ: أَصْلُهُ مِنَ الْفَهْقَةِ وَهِيَ الدَّأْيَةُ التِي


(١) الرجز في سمط اللآلي: ١/ ٢٦٩ منسوبة لوزر العنبري؛ الأمالي: ١/ ٢٧٠.
(٢) صدره:
نَفَى الذَّمَّ عَنْ آلِ المُجَلِّقِ جَفْنَةً
في ديوانه: ٥/ ٢٧؛ الأمالي: ٢/ ٢٩٦.
(٣) عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي القرشي، أبو أمية، أمير من الخطباء ولي مكة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد، قتله عبد الملك سنة (٧٠ هـ). الكامل لابن الأثير: ٤/ ١١٦؛ فوات الوفيات: ٣/ ١٦١ (ت ٣٨٤)؛ الإصابة؛ ٤/ ٣٠٠؛ شذرات الذهب: ١/ ٦٥.
(٤) البيت دون نسبة فى: البيان والتبيين: ١/ ١٢١؛ غريب الحديث لابن قتيبة: ١/ ٤٩٦ روايته: بالشدق قوله.
(٥) الحديث رواه الترمذي: بر (٧٠) (ح ٢٠٨٧) ٣/ ٢٤٩؛ وأحمد: ٤/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>