للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمَّا قَوْلُ جَوَّاسٍ الضَّبِيِّ (١): (طويل)

كَأَنَّ خُرُوءَ الطَّيْرِ فَوْقَ رُؤْسِهِمْ … إِذَا اجْتَمَعَتْ قَيْسٌ مَعًا وَتَمِيمُ (٢)

فَفِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ الْمُبَرَّدُ: يَصِفُ قَوْمًا قُرْعًا شَبَّهَ بَيَاضَ قُرْعِهِمْ بِخُرْءِ الطَّيْرِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُرِيدُ الذُّلَّ وَالْخُضُوعَ، كَمَا قَالَ الآخَرُ: (طويل)

أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأْسِهِ … لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ (٣) " (٤)

وقوله: "وَخَفْضِ الْجَنَاحِ" (٥).

ط: "هَذَا مَثَلٌ مَضْرُوبٌ لِلِينِ الْجَانِبِ وَالتَّعَطُّفِ وَالْإِشْفَاقِ، وَأَصْلُهُ أَنَّ الطَّائِرَ يَضَعُ جَنَاحَيْهِ عَلَى فِرَاخِهِ وَيَخْفِضُهُمَا عَلَيْهَا، قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ (٦) وَلِذَلِكَ قَالُوا: فُلَانٌ مُوَطَّأُ الْأَكْنَافِ. وَقَدْ يُضْرَبُ الْجَنَاحُ مَثَلًا فِي الْعَوْنِ عَلَى الْأُمُورِ كَمَا قَالَ مِسْكِينُ الدَّارِمِيُّ: (طويل):

وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ الْمَرْءِ فَاعْلَمْ جَنَاحُهُ … وَهَلْ يَنْهَضُ الْبَازِي بِغَيْرِ جَنَاحِ (٧)

وَالْمَجْدُ" (٨): الشَّرَفُ، وَذِرْوَتُهُ: أَعْلَاهُ، وَكَذَلِكَ ذِرْوَةُ كُلِّ شَيْءٍ، ويُقَالُ: ذِرْوَةٌ وَذُرْوَةٌ، وَالْجَمْعُ ذُرًى فِي اللَّغَتَيْنِ. وَالرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ قُتَيْبَةَ "فِي ذُرًى" بِالْجَمْعِ. وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: "فِي ذروة المجد".


(١) جواس بن نعيم، من بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب الضبي، له أشعار. المؤتلف والمختلف للآمدي: ٩٣، ل (خرا).
(٢) البيت في: شرح ديوان الحماسة: ٢/ ١٤٥٤، ل (خرأ).
(٣) البيت مختلف في نسبته، فيروى لراشد بن عبد الله في حماسة ابن الشجري: ١/ ١٢٠؛ والمغني: ١٦٢؛ الحيوان: ٦/ ٣٠٤، ل: ١/ ٢٣٠؛ أمالي ابن الشجري: ٢/ ٦١٥؛ الإصابة: ٢/ ٤٣٥، ويروى لعباس بن مرداس السلمي في ديوانه: ١٦٧.
(٤) الاقتضاب: ١/ ١٢٤.
(٥) أدب الكتاب: ٢٠.
(٦) سورة الإسراء (١٧): الآية ٢٤.
(٧) البيت في ديوانه: ٣٠، الأغاني: ٢٠/ ١٧١؛ الحماسة البصرية: ١/ ٣٩١؛ معجم الشعراء: ١٩٩؛ مجمع الأمثال: ١/ ١٤٨ يروى لقيس بن عاصم أيضًا.
(٨) أدب الكتاب: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>