للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طـ: "هُوَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُخَاطِبُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ (١)، وَكَانَ هَجَا رَسُولَ اللهِ وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدِ أَنَّ حَسَّانًا لَمَّا أَنْشَدَ النَّبِيَّ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ (٢) البيت

قَالَ لَهُ: (وَقَاكَ اللهُ حَرَّ النَّارِ يَا حَسَّانُ) (٣) وَلَمَّا قَالَ:

أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ … فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ (٤)

قَالَ مَنْ حَضَرَ: هَذَا أَنْصَفُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ" (٥).

ع: وَيُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ لِحَسَّانَ حِينَ أَرَادَ هِجَاءَ أَبِي سُفْيَانٍ: (كَيْفَ تَهْجُو قُرَيْشًا وَأَنَا مِنْهُمْ؟) فَقَالَ: (وَاللهِ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : (اهْجُهُمْ وَرُوْحُ الْقُدُسِ مَعَكَ اذْهَبْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرْكَ بِمَثَالِبِ الْقَوْمِ) (٦).

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ (٧) نَسَّابَةً، فَلَمَّا وَصَلَ الشِّعْرُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: هَذَا شِعْرٌ


(١) هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أبو سفيان، أحد الأبطال الشعراء، في الجاهلية والإسلام. صفة الصفوة: ١/ ٢٠٩؛ الإصابة (ت ٥٣٨)؛ الأعلام: ٧/ ٢٧٦.
(٢) تمامه:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي … لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وَقَاءُ
ديوان: ٧٦؛ الأغاني: ٤/ ١٤٣؛ شرح بانت سعاد: ١١٨.
(٣) الحديث رواه مسلم: فضائل الصحابة: ٤/ ١٩٣٣ ولم يذكر الدعاء.
(٤) ديوانه: ٧٧.
(٥) الاقتضاب: ٣/ ٣٧.
(٦) الحديث رواه البخاري، مغازي: ٥/ ٥١؛ أدب: ٩١ (ح ١٧٣) ٨/ ٦٦؛ ومسلم؛ فضائل الصحابة: ٤/ ١٩٢٤؛ وأحمد: ٤/ ٢٨٦.
(٧) عبد الله بن أبي قحافة بن عامر بن كعب التيمي القرشي، أبو بكر، أول الخلفاء الراشدين، ولد سنة (٥١ ق. هـ)، وتوفي سنة (١٣ هـ)؛ طبقات ابن سعد: ٣/ ١٦٩؛ تاريخ اليعقوبي: ٢/ ١٠٦؛ تاريخ الطبري: ٢/ ١٤٢؛ الإصابة: (ت ٤٨٠٨)؛ الأعلام: ٤/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>