للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَدُهُما: إيقَاعُهُمُ (١) النَّفْيَ عَلَى السَّيَدِ وَاللَّبَدِ وَهُمْ يُرِيدُونَ نَفْيَ مَا لَهُ السَّبَدُ وَاللَّبَدُ.

وَالثَّانِي: اسْتِعْمَالُهُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَنْ لَا مَالَ لَهُ، وَأَصْلُهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْإِبِلِ وَالْمَعِزِ وَالْغَنَمِ خَاصَّةً" (٢).

ع: يَقُولُ هَذَا الْبَيْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (٣) يَشْتَكِي إِلَيْهِ جُورَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الصَّدَقَاتِ لَهُ.

"وَقَالَ النَّمْرُ بْنُ تَوْلَبٍ" (٤):

ط: "كَانَ أَبُو حَاتِمٍ يَقُولُ: النَّمْرُ بِسُكُونِ الْمِيمِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُهُ إِلَّا هَكَذَا (٥).

وقوله: "بَعْدَ وَهْبٍ" (٦): يُرِيدُ: بَعْدَ خِيَانَةِ وَهْبٍ وَلَيْسَ يُرِيدُ "بَعْدَ هَلَاكِ وَهْبٍ". وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَدَحَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ يَذْمُّهُ وَيَذُمُّ بَنِي رَبِيعَةَ قَبِيلَتَهُ، وَالْمَعْنَى أَنَّ وَهْبًا كَانَ أَوْثَقَهُمْ وَأَجْدَرَهُمْ بِالْأَمَانَةِ، فَإِذْ قَدْ خَانَ وَهْبٌ فَهُمْ أَجْدَرُ بِالْخِيَانَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَذُمُّ وَهْبًا قَوْلُهُ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: (وافر)

يُرِيدُ خِيَانَتِي وَهْبٌ وَأَرْجُو … مِنَ اللَّهِ الْبَرَاءَةَ وَالْأَمَانَا


(١) غير واضحة في الأصل (خ): وما أثبتناه من الاقتضاب: ٣/ ٤٣.
(٢) الاقتضاء: ٣/ ٤٣.
(٣) عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، أبو الوليد من أعاظم الخلفاء ودهاتهم، نشأ في المدينة فقيهًا واسع العلم وولي الخلافة سنة (٦٥ هـ) وتوفي بدمشق سنة (٨٦ هـ). الطبقات: ٣/ ٢٢٣؛ تاريخ اليعقوبي: ٢/ ٢٥٥؛ تاريخ بغداد: ١٠/ ٣٨٨؛ الكامل: ١/ ١٩٢؛ ميزان الاعتدال: ٢/ ١٥٣؛ الأعلام: ٤/ ١٦٥.
(٤) أدب الكتاب: ٣٤.
(٥) الاقتضاب: ٣/ ٤٤؛ الجمهرة: ٢/ ٤١٦؛ شرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري: ٣٩٠.
(٦) أدب الكتاب: ٣٤، وتمام البيت:
وَإِنَّ بَنِي رَبِيعَةَ بَعْدَ وَهْبٍ … كَرَاعِي البَيْتِ يُحْفَظُهُ فَخَانَا
وهو للنمر بن تولب في ديوانه: ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>