للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (طويل)

فَجَاءَتْ بيَتْنٍ (١)

ط: "هُوَ البُعَيْثُ (٢) واسْمُهُ خِدَاشُ بْنُ بَشِرٍ المُجَاشِعِيُّ، وَصَدْرُهُ: (طويل)

لَقَي حَمَلَتْهُ أُمُّه وَهْيَ ضَيْفَةٌ (٣)

يَهْجُو بهَذَا الشِّعْرِ جَرِيرَ بْنَ الْخَطَفَي، اللَّقَي: كُلُّ شَيْءٍ يلْقَي وَلا يُلْتَفَتُ إلَيْهِ، والْيَتْنُ: الَّذِي تَخْرُجُ رِجْلاهُ عِنْدَ الْوِلادَةِ قَبْلَ رَأسِهِ، وَكَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِهِ لِخُرُوجِهِ مَقْلُوبًا فَيَصْعُبُ عَلَى أُمِّهِ خُرُوجُهُ لِتَجَافِي ذِرَاعَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ فَيَعْتَرِضُ فِي الرَّحِمِ، فَرُبَّمَا كَانَ سَبَبع هَلاكِ الأُمِّ.

وَقَوْلُهُ: وَهْيَ ضَيْفَةٌ، يُرِيدُ أن أُمَّهُ حَمَلَتْ بِهِ وَقَدْ دُعِيَتْ إلَي ضِيَافَةٍ فَجَاءَ حَرِيصًا عَلَى الضِّيَافَاتِ، مُحِبًّا في الدَّعَوَاتِ وَأَشَارَ بِذَلِكَ إلَى زِنَا أُمِّهِ.

وَيُرْوى: "فَجَاءَتْ بِنَزٍّ مِنْ نُزَالَةٍ أرْشَمَا" (٤).

والنَّزُّ: الخَفِيفُ، والنُّزَالَةُ: مَا يَنْزِلُ مِنَ الْمَنِيِّ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ أبْلَغُ فِي الْهَجْوِ، يُرِيدُ أَنَّهُ مِنْ مَنِيِّ رَجُلٍ أرْشَمٍ (٥) فَغَلَبَ عَلَيْهِ شَبْهُ أبِيهِ، وَقَبْلَ الْبَيْتِ يُخَاطِبُ جَرِيرًا: (طويل)


(١) عجز بيت البعيث:
فَجَاءَتْ بِيَتْنِ للضِّيَافَةِ أرْشَمَا
أدب الكتاب: ١٦٣.
(٢) خداش بن بشر بن خالد، أبو زيد التميمي، المعروف بالبعيث، خطيب شاعر من أهل البصرة، توفي سنة (١٣٤ هـ)، الشعر والشعراء: ٤٩٧؛ معجم الأدباء: ٤/ ١٧٣؛ الأعلام: ٤/ ٦٨٥.
(٣) صواب إنشاده:
فَجَاءَتْ بِنَزِّ للنُّزَالَةِ أرْشَمَا
في ديوان البعيث: ٢٣؛ معجم البلدان: ٤/ ٦٨٥.
(٤) كذا روايته في ديوانه: ٢٣.
(٥) في الأصل (خ): "الأشرم"، والصواب: "الأرشم".

<<  <  ج: ص:  >  >>