للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّكَ قَدْ جَارَيْتَ سَابِقَ حَلْبَةٍ … نَجِيبَ جِيَادٍ بَيْنَ فَرْعَيْنِ مُعْلَمَا

لِزَازَ حِضَارٍ يَسْبِقُ الْخَيْلَ عَفْوُهُ … عَلَى الدَّفْعَةِ الْأُولَى وَفِي الْعَقْبِ مِرْجَمَا

لقًى

البيت، وبعده (١):

مُدَامِنَ جَوْعَاتٍ كَأَنَّ عُرُوقَهُ … مَسَارِبُ حَيَّاتٍ تَسَرَّبْنَ سَمْسَمَا (٢)

فَأَلْقَى عَصَا طَلْحٍ وَنَعْلًا كَأَنَّهَا … جَنَاحٌ سُمَانَى صَدْرُهَا قَدْ تَجَذَّمَا (٣)

مَنْ رَوَى بَيَتْنٍ جَعَلَهُ هَجْوًا وَجَعَلَ لَقًى مُنَادَى، أَرَادَ: يَالَقَى، وَكَانَ حُكْمُهُ أَنْ يَرْفَعَهُ لأَنَّهُ قَصَدَ به جَرِيرًا، وَلَكِنْ لِمَّا كَانَ مَا بَعْدَهُ صِفَتَهُ أَشْبَهَ الْمُضَافَ لِطُولِهِ فَنُصِبَ وَصَارَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: يَا خَيْرًا مِنْ زَيْدٍ: وَمَنْ رَوَى: بِنَزٍّ مِنْ نُزَالَةٍ أَرْشَمَا فَفِيهِ إِشْكَالٌ.

قَالَ قَوْمٌ: هُوَ هَجْوٌ وَهُوَ الظَّاهِرُ، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مَدْحٌ وَهُوَ مِنْ صِفَةِ الْبُعَيْثِ نَفْسِهِ، وَاحْتَجُّوا بِالْبَيْتَيْنِ قَبْلَهُ، وَجَعَلُوا لَقًى صِفَةً لِقَوْلِهِ: لِزَازَ حِضَارٍ، وَمَعْنَى لَقًى: أَيْ لَمْ يَنْعَمْ عَيْشُهُ، وَلَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الرَّفَاهِيَةِ، وَمَعْنَى: وَهِيَ ضَيْفَةٌ أَيْ كَانَتْ ضَيْفَةً فَامْتَنَعَتْ عَلَى زَوْجِهَا فَنَكَحَهَا كَرْهًا فَغَلَبَهَا عَلَى شَبَهِ الْوَلَدِ فَجَاءَ مُذَكَّرًا، كَمَا قَالَ أَبُو كَبِيرٍ (٤): (كامل)

حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مُزْؤُودَةٍ (٥)


(١) لقى حملته أمه وهي ضيفة … فجاءت بنز للنزالة أرشما
(٢) روايته: تشرين، في الديوان.
(٣) الأبيات في ديوان البعيث: ٢٣.
(٤) عامر بن الحليس الهذلي، أبو بكر، من بني سهل بن هذيل، شاعر فحل من شعراء الحماسة. الشعر والشعراء: ٦٧٠؛ سمط اللآلئ: ٣٨٧؛ خزانة الأدب: ٨/ ٢٠٩؛ الأعلام: ٣/ ٢٥٠.
(٥) عجزه:
كَرْهًا وَعَقْدُ نِطَاقِهَا لَمْ يُحْلَلِ
في شرح ديوان الهذليين، شعر أبي كبير الهذلي: ٣/ ١٠٧٢؛ الأمالي: ٢/ ٣٢٠؛ أمالي ابن الشجري: ١/ ١٤٨؛ الحماسة البصرية: ١/ ١٩٩؛ المحكم: ٣/ ٢٧٩؛ الكتاب: ١/ ٥٦؛ الخزانة: ٣/ ٤٦٦؛ غريب الحديث لابن قتيبة: ١١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>