للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموضع "ما" نصب بتشكو، وقيل: المنادي معطوف عليه، ويروي: أكلت ركابها، أنّث على معنى الحال. وأصبح هنا لا خبر لها لأن معناها: دخلوا في الصباح. وما في البيت موصولة بمعنى الذي" (١). وقد يشرح الشعر بإيراد التأويلات المتعددة كقوله: (بسيط)

أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ

والسَّرَفُ: فيه ثلاثة أقوال: قال قوم: هو الخطأ، معناه أنهم لا يخطئون فيضعون النعمة في غير موضعها … وتأويل أبو حاتم السرف: الإكثار، وقال: معناه إنهم لا يستكثرون ما يهبون وإن كان كثيرًا لجلالة قدرهم. وأما القول الثالث فهو قول يعقوب، ذهب إلى أن السرف هنا بمعنى الإغفال. . ." (٢).

وإذا روي البيت بغير نسبة أوردها: "ط: لا يعرف قائله ولا ما يتصل به: د: قال ابن دريد: هو لابن خلِيلِ الْقَرْوِ يخاطب أباه. . ." (٣).

كما قد يورد اختلاف الروايات في مناسبة الشعر كقوله: "قال أبو حاتم: استعمل خالد بن عبد الله القسري رجلًا من ربيعة فلما كان يوم النيروز … وذكر أبو عمرو الشيباني: استعمل ابن هبيرة رجلًا من باهلة. . ." (٤).

منهج شرح المفردات:

لقد ركّز الجذامي على شرح اللغة والغريب تركيزًا كبيرًا، وذلك لأن فك مغالق المعنى تبدأ من شرح المفردات، والمتتبع للشرح يحس أنه مرتبط بالشرح، وذلك لأن الجذامي بتركيزه على شرح اللغة والمعني يجعل القارئ في علاقة مستمرة مع الشرح والشارح، حيث تظل شخصية الشارح هي المسيطرة على الشرح لا المعلومات والأشعار والأخبار والموضوعات.


(١) الانتخاب: ١٦٧ - ١٦٨.
(٢) الانتخاب: ٥٠٣.
(٣) الانتخاب: ٥٤٦.
(٤) الانتخاب: ٥٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>