للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الشارح: "وخشيته: منصوب بعيَّرتني على المفعول الثاني، والباء في قوله: "بأن أخشاك" بمعنى "في"، و "من زائدة مؤكدة، تقديره: وهل علي عار في أن أخشاك، فكان المجرور في موضع الصفة للعار، فلما قدمه صار في موضع الحال" (١).

وقد يقف الشارح عند مسألة إعرابية تستدعي العديد من الاحتمالات، فيتبنى ما ذكره سيبويه والنحويون من أهل البصرة والكوفة حول المسألة دون زيادة أو نقص، إلا ما كان من اختصار في موضع أو تعويض في آخر، لتوثيق آرائه وتزكية احتمالاته. يقول على سبيل المثال: "ومن جعل "عوض" اسم صنم جاز في إعرابه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون مبتدأ محذوف.

وجاز أن يكون في موضع نصب.

ويجوز أن يكون في موضع خفض.

ومن جعل "عوض" من أسماء الدهر، ففيه وجهان:

أحدهما: أن يكون القسم بهما لا بالأسحم.

والثاني: أن يكون القسم بالأسحم فتكون الباء فيه للقسم" (٢).

وفي شرح بيت لبيد: (رمل)

فَخْمَةٌ ذِفْرَاءُ تُرْتَى بِالعُرَى … قُرْدَمَانِيًا وَتَرْكًا كَالبَصَلْ

يقول الشارح: "فمن ذهب إلى الفخمة الدرع، نصبها على البدل من ذات جرس: وهو بدل اشتمال. . . والعائد من المبدل إلى المبدل منه محذوف على مذهب البصريين، وعلى مذهب الكوفيين إن الألف واللام سدت مسد الضمير. . ." (٣).

وقد يتجاوز أحيانًا آراء النحاة، ويتحفنا برأيه ويقدم حجته. يقول:


(١) الانتخاب: ٢٤٧.
(٢) الانتخاب: ٢٢٣.
(٣) الانتخاب: ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>