للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ليست "أسأت به ظنًا" بمنزلة "سُؤت به ظنًا"؛ لأن ظنًا بعد سُؤت نصب على التمييز، وبعد أسأت مفعول به. والدليل على ذلك أنك تقول: أسَأت به الظن ولا تقول: سُؤت به الظن" (١).

٢ - تناول الشارح عمل بعض الحروف والأدوات مستندًا على آراء النحاة، ومستشهدًا بالأبيات الشعرية والآيات القرآنية. نمثل لها بقوله:

"معنى "في": الوعاء والاشتمال، وهي خاصة بالأمكنة. ومعنى "على": الإشراف والارتفاع" (٢).

وقوله: ". . . لأن "عن" و "بعد" يتقاربان في معناهما. . . ولأن "عن": تكون لما عدا الشيء وتجاوزه. و "بعد": لما تبعه وعاقبه" (٣).

وقوله أيضًا: "إنما جاز استعمال "من" هاهنا مكان "عن"، لأنه إذا حدثته عنه، فقد أتاه بالحديث. وإن شئت جعلتها بمعنى: "من أجل كقوله تعالى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ﴾ … " (٤).

وقوله: "يقول: "لاه". أراد الله فحذف لام الجر واللام الأولى. وكان أبو العباس المبرد يرى: أنه حذف اللامين من الله، وأبقى لام الجر وفتحها. . وقال الخليل:. . . "لاه أنت" بمعنى: لله أنت. . ." (٥).

٣ - كما اهتم ببنية اللفظ وميزانه الصرفي، وأولاه عناية كبيرة. ومثاله قوله:

"طوى البطن؛ لأنه من طوى يطوى: فهو طَوٍ. وكذلك سائرها من فعل يفعل: فهو فعل، هو باب الأدواء والعاهات" (٦).

وقوله: "الأصل في "هرقت": هريقت. وفي "أرقت": أريقت، فقلبوا


(١) الانتخاب: ٢٧٧.
(٢) الانتخاب: ٤٣٩.
(٣) الانتخاب: ٤٣٧.
(٤) الانتخاب: ٤١١.
(٥) الانتخاب: ٤٣٢.
(٦) الانتخاب: ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>