للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب "الديباجة" وهو كتاب أثار جدلًا حول موضوعه أو نسبته إلى أبي عبيدة، وقد وجدنا كتاب "الديباج" لأبي عبيدة بتحقيق عبد الله بن سليمان الجربوع وعبد الرحمن سليمان العثيمين، فلم نستطع توثيق النقول منه؛ لأن موضوعه كان بعيدًا جدًا عن مواضيع النقول، وقرأنا في تقديم الكتاب ما نصه: "وخلط الأستاذ المرحوم عبد السلام هارون في مقدمة "العققة والبررة" بين كتاب "الديباج" و"الديباجة" وظن أن كتاب الديباج هو الذي ذكره ابن السيد في "الاقتضاب" والصحيح أن كتاب الديباجة في الخيل كتاب مختلف عن كتابنا هذا لا صلة له به وعنه نقول تبين مضمونه وتكشف عن حقيقته" (١)، فإن كان هذا كذلك فإننا نرجح أن كتاب الخيل هو نفسه "الديباجة في الخيل" لأن النقول التي وثقناها مطابقة لما في كتاب الخيل.

كما لم تكن مصادره مشرقية بحتة، بل كان للأندلسيين نصيب منها وهي: "كتاب الأفعال" لابن القوطية، و"مختصر العين" للزبيدي، و"الدلائل" لقاسم بن ثابت، و"المحكم" لابن سيده، و"شرح سقط الزند" و"شرح البطليوسي"، و"طبقات اللغويين والنحويين" للزبيدي.

والمستفاد من هذه الدراسة للمصادر المذكورة في الشرح هو إضاءة جانب مهم من ثقافة الجذامي، فكتاب "الانتخاب" وثيقة شاهد على ما ساد من الكتب في عصره، وشاهد على أنه اطلع عليها، كما أنها تحيلنا على مصادر لها علاقة بنفس موضوعات "أدب الكتاب" وكذا على شروحه، والتعليقات والتهذيبات التي كانت كلها مكملات للشرح ومعينات على فهمه، ومنها تعليقات القالي على "أدب الكتاب"، وكذلك تعليقات أبي داود بن يزيد السعدي، وكذلك تعليقات الوقشي على "الكامل" للمبرد وهي مادة مهمة لو جمعت لكوّنت شرحًا وتصانيف ذات قيمة علمية.

وما نود الإشارة إليه في هذا المقام هو أن مصادر الجذامي في كتاب "الانتخاب" قد فاقت مصادره في "شرح المقامات" التي بلغت فيها ثلاثة


(١) مقدمة الديباج لأبي عبيدة: ١٥ وفيه تفصيل لنسبة الكتاب إلى أبي عبيدة والكتب التي أثبتت ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>