للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحويًا غير عادي، أثار مجموعة من المسائل والقضايا النحوية، فكان يناقش المسألة ويقدم الدليل ويقيم الحجة بالرجوع إلى آراء النحاة أحيانًا، والاعتماد على ثقافته ومخزونه الفكري أحيانًا أخرى.

وأديبًا حافظًا، جعل من هذا الشرح لوحة جمالية للعديد من الأخبار والنوادر التي زخرت بها كتب الأدب، ومن المصادر القيّمة والنادرة التي ذكرت في المتن، والتي لم تصل إلينا أو ضاع القسم الكبير منها.

لقد ظلّ اسم أحمد بن داود الجذامي مغمورًا فلا نكاد نجد له ترجمة وافية إلا السطرين، أعيدت في المصادر الثلاثة التي ذكر فيها (١)، وهي نفسها التي ذكرت في الصفحة الأولى من المخطوط. وقد نعجب لهذه الشخصية المتميزة وهذا النحوي الفقيه اللغوي - كما جاء في ترجمته - لم تتناوله الأقلام بالدراسة والتحليل، بل لم يكشف عن الجوهرتين الثمينتين اللتين خلف لنا وهما: "الانتخاب في شرح أدب الكتاب" و "شرح المقامات الحريرية" (٢) وكلاهما مما أجاد به، كما يقول ابن عبد الملك المراكشي. وقد مكننا تحقيق ودراسة شرحنا والاطلاع على هذا السفر من شرح المقامات على إبراز جوانب مهمة من حياة أحمد بن داود الجذامي، والكشف عن أخرى تفوق فيها تفوُّقًا كبيرًا. فكان كل من الكتابين مصدرًا مهمًا من مصادر ترجمته، أضاء جوانب مهمة من حياته وشيوخه ومنهجه في التأليف. ووجدنا في آخر نسخة أندلسية من شروح سقط الزند لأبي العلاء المعري لمجموعة من الشراح الأندلسيين مخطوطًا بالخزانة العامة بالرابط (٣) ما نصه: "نقلت هذا الكتاب من أصل الفقيه الأجلّ الأستاذ الأعرف الأكمل أبي جعفر أحمد بن داود الجذامي، وكان عليه بخط يده أنه قابله بأصل الأستاذ أبي سليمان داود بن يزيد السعدي


(١) ترجمته في: الذيل والتكملة، السفر الأول: ١١٥؛ التكملة لكتاب الصلة: ١/ ٩٢؛ بغية الوعاة: ١/ ٣٠٦.
(٢) بقي منه السفر الثالث منه، ويوجد في مكتبة جامعة ليدن رقم: C ٤٤، ونسخة بالخزانة العامة بالرباط، رقم: ١٢٦٦ د، يشتغل عليه الطالب الأستاذ زين العابدين بن الطاهر لنيل الدكتوراه تحت إشراف الدكتور محمد مفتاح.
(٣) مخطوط الخزانة العامة بالرباط، رقم: ١٦٤ ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>